الألباب المغربية/ نورالدين ودي
يعد المهرجان الخطابي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في مدينة الرباط خطوة مهمة ومميزة في المشهد السياسي العام بالمغرب، والذي نظمه حزب العدالة والتنمية بقيادة أمينها العام عبد الإله بنكيران، واختار بعناية دقيقة الفعاليات الحزبية المشاركة، وعلى رأسهم نبيل بنعبدالله الأمين العام للحزب اليساري والحليف الوفي للعدالة والتنمية، ومولاي امحمد خليفة القيادي الإستقلالي والصديق الودود له، ونبيلة منيب من اليسار الموحد – والتي اعتذرت بسبب وفاة قريبتها – وبحضور وازن من فعاليات المجتمع المدني، مثل المفكر حسن اوريد، وأحمد خليل نجل القيادي الاستقلالي محمد بوستة، وعبد الحفيظ ولعلو نائب رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، كما شارك في المهرجان السيد الشوبكي سفير فلسطين، والذي طلب من جلالة الملك التدخل من إنهاء الحرب في غزة، وعقيلة الشهيد أبو جهاد القيادي الفلسطيني، الذي اغتيل بصاروخ إسرائيلي في تونس..
وقد بعث المهرجان بعدة رسائل مهمة، أولاها إبراز واستمرارية تواجد وحضور العدالة والتنمية في المشهد السياسي العام وإعادة شعبيته، ثانيا مكانة فلسطين والقدس ومسجد الأقصى في قلب الشعب المغربي، وأن المساندة والدعم المغربي لفلسطين ليست وليدة اللحظة بل منذ عهد صلاح الدين الأيوبي، إلى حرب النكبة واستشهاد الجنود المغاربة ودفنهم في الجولان ويافا وحيفا، ولا زال حي المغاربة في القدس شامخا رغم تدمير جزء منه.
وأن مساندة الأطياف المغربية لكل الفصائل الفلسطينية دون استثناء، وإن كانت حركة حماس وذراعها العسكري كتائب عزالدين القسام، اثبت بالملموس ثباتها وصمودها واستراتيجيتها في مقاومة المحتل الغاصب، وهذا ما نطق به بنكيران “نريد أن يكون الشعب الفلسطيني موحدا على أن الطريق الوحيد الذي سيؤدي إلى نتيجة هو المقاومة ثم المقاومة ثم المقاومة”.
واسترسل قائلا: “الأنظمة العربية لا تحب حماس، ولسنا بحاجة إلى المصادمة بين المنظمات والأنظمة، ولكن حماس هي رأس حربة الشعوب العربية والإسلامية”.
وأقوى رسالة للمهرجان هو الحديث على تطبيع المغرب مع إسرائيل، واعتراف حزب العدالة والتنمية بالخطأ في توقيع الاتفاقيات معه في حكومة سعد الدين العثماني
وقد صرح بنكيران: “أن الشعب المغربي لم يكن أبدا مع التطبيع وحزب العدالة والتنمية منه، واذا كانت الدولة لها إكراهاتها، فهذا شغلها ونحن لن ندين دولتنا وملكنا”، وهذا ناتج من موقف العدل والإحسان وبعض اليساريين؛ الرفض القاطع التعامل مع حزب المصباح، واشتراكه معه في مناصرة قضايا فلسطين حيث تلطيخ يديه مع التطبيع
وأظن أن تصريحات قيادات العدالة والتنمية واعترافها بالخطأ مع احترامها للمؤسسة الملكية وسياداتها، تعطيها القوة لمواقفها الثابتة من نصرة فلسطين وأهله.