الألباب المغربية
افتتح، اليوم الخميس 11 يناير الجاري بباكو، معرض للصور الفوتوغرافية يسلط الضوء على التراث المعماري الغني للمملكة، وذلك بمبادرة من السفارة المغربية بأذربيجان.
ويقدم هذا المعرض الجذاب، الذي يتم تنظيمه في بيت باكو للتصوير الفوتوغرافي، للجمهور الأذربيجاني رحلة غامرة في التاريخ المعماري المبهر للمملكة من خلال ستة تسلسلات تمتد من العصور القديمة إلى العصر الحديث.
وتم افتتاح المعرض، بحضور رئيس الإدارة الوطنية للمحمية التاريخية والمعمارية “إيشيريشهر” شاهين سيد زاده وأعضاء السلك الدبلوماسي وعدد من الشخصيات من عالم الثقافة والإعلام.
وفي كلمة له بهذه المناسبة، أبرز سفير المغرب لدى أذربيجان، عادل امبارش، رمزية هذا المعرض الذي يتزامن افتتاحه مع الذكرى الثمانين لتقديم عريضة الاستقلال.
وبعد أن أكد على أهمية هذا اليوم في تاريخ المغرب، أبرز الدبلوماسي ثراء وخصوصية التاريخ والثقافة والتراث المغربي، الذي لا تشكل الهندسة المعمارية سوى عنصر واحد من بين عناصر أخرى كثيرة تصنع تميزه.
من جانبه، أشاد سيد زادة بثقل التراث المغربي الذي يحظى بتقدير كبير في أذربيجان، مشيرا، من جهة أخرى، إلى التطورات الأخيرة في عام 2023 والتي ساهمت في تعزيز العلاقات الثنائية الممتازة بالفعل، لا سيما تبادل الزيارات رفيعة المستوى.
ورحب المسؤول الأذربيجاني بزيادة قدرها 31٪ في التدفقات السياحية بين البلدين مقارنة بعام 2022، معتبرا أن هذا المعرض سيساهم في تعزيز الترويج للوجهة المغربية لدى الجمهور الأذربيجاني بالفعل.
ويقدم المعرض، الذي يستمر إلى 17 يناير، مجموعة مختارة من 90 صورة فوتوغرافية تغطي فترة العصور القديمة، حيث تم وضع أسس التاريخ المعماري للمغرب مع مدن مثل ليكسوس ووليلي وتامودا.
كما تستعرض هذه المبادرة الثقافية الدول المتعاقبة بالمغرب التي شكلت الهوية المعمارية للمملكة وتركت إرثا دائما عبر شبه الجزيرة الإيبيرية وشمال إفريقيا، مما يسلط الضوء على مركزية العمارة المغربية في السردية الثقافية والتاريخية للمنطقة.
وتجسد هذا الثراء مجموعة القصبات والقصور، والتي تم إدراج العديد منها ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو والتي غالبًا ما يتم عرضها في الأفلام السينمائية الذائعة الصيت، مثل قصر آيت بن حدو الذي استضاف ما لا يقل عن 80 فيلما ومسلسلا تلفزيونيا عالميا.
كما يتم تسليط الضوء على المدن القديمة والأزقة في المدن العريقة المغربية وغيرها من المدن الرمزية، وهي شهادات حية حقيقية عن تاريخ البلاد الغني والمتنوع.
وتظهر الصور المخصصة للعصر الحديث تعايشا متناغما بين الابتكار والحداثة والتكنولوجيا من ناحية، ومن ناحية أخرى، الاحترام العميق للتراث الوطني من حيث التصميم والمواد مثل الزليج وتادلكت وما إلى ذلك.
كما يكشف المعرض عن خصائص “الرياض” التي تمثل جوهر العمارة المغربية حيث حفز التنافس في البذخ والصقل والرقي والإبداع والابتكار بين الحرفيين المغاربة، حيث يسعى كل منهم إلى دفع حدود مهنته إلى ما هو أبعد من المعايير المعمول بها.
ويعد هذا المعرض، الذي يفتتح الموسم الثقافي الأذربيجاني 2024، دليلا على التزام المملكة المغربية المستمر تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بتعزيز التبادل الثقافي وتوطيد علاقات الصداقة بين المملكة المغربية وجمهورية أذربيجان.