الألباب المغربية/ نورالدين ودي
إن رئيس مقاطعة عين السبع يكيل بمكيالين ويحكم بوجهين ويدلس الحقائق والبراهين، مما يخدش نزاهته ويخدج مواقفه ويتناقض مع قرارته، ومما يتمادى ويتماهى وفق سيادة صلاحيته لمصلحته، فيفقد مصداقيته وثقته بين أغلبيته، وتكدس الخلافات تباعا وتكثر الصراعات والتصدعات.. وللأسف؛ تعطل عجلة التنمية ويساهم الرئيس في الهدر الزمني بالمنطقة..
إنه من المجازفة، أن يرفع الرئيس الحالي (حينما كان معارضا) شكاية بالرئيس السابق إلى الشرطة القضائية والنيابة العامة وليس جهاز الرقابة والحكامة ومجلس الحسابات من أجل محاسبته !! بل تعداه بدعوى حبسه ومعاقبته بالإكراه البدني، على غياب مستشار (واحد) سابق !! ذهب للدراسة خارج المغرب مدعيا غيابه على مهامه واستغلاله للمال العام، ومن أجل فضح هذا الأخير كذلك والإجهاز عليه كذلك !!
واليوم الرئيس له وجه آخر، وموقف آخر، وتصريح آخر ينافي ما يندد به وبدفاعه على المال العام ويسقطه في المحظور، ويضعه في المساءلة !!
إنه من الغبن، أن لا يحاسب ولا يستفسر على غياب خمسة مستشارين أشباح لأربعة جلسات من دورة يناير، والتي هي حاسمة في إقالة الرئيس أو إثباته، إنه يدافع باستماتة على غياب المختفين ويبرر عدم حضورهم ويناصرهم ويتستر عليهم، بل يبالغ ويجادل ويستنكر من يناقش أو لا يمرر الجلسة بدونهم ..!!
ونحن هنا نستفسر كذلك موقف الأحزاب من المستشارين الأشباح المختفين والمنضويين تحت لوائهم ولوائحهم أو بضمانتهم الحزبية والسياسية، ثم السلطات المحلية وجهاز الرقابة على وضعيتهم..
إذ عطلوا الدورات وجلساتها، وشللوا جهاز التسيير للمقاطعة، وأخَّرُّوا قطار التنمية وعَوَّقُوا مسيرته، وعرقلوا روح الديمقراطية التشاركية والمنطق السياسي الديمقراطي السائد.
إن الرئيس يرى بعين واحدة، إذ بالغ شططه في استعمال صلاحيته بإذلال نفسه وإهانة ذاته، والتمسك بكرسي الرئاسة والإفلات من إقالته وإنهاك جهود مقاومة التغيير، استنادا على هؤلاء المتغيبين.
إننا ننتظر حكم القضاء السيادي والمستقل في حق المستشار السابق، واتخاذ كل الإجراءات والعقوبات اللازمة، ثم العدالة المجالية في حق المخلفين، والقرار الصارم بردعهم وإحالة ملفهم إلى السلطات المحلية وجهاز الرقابة !!
إننا أمام مساءلة السلوك السياسي للأطراف وغياب هؤلاء في ظرف حاسم هو لا محالة غياب سواء في الدورات أو الجلسات… لا استثناء فيه ولا تمييز ولا تفضيل، ولا نرغب في إدانتهم أو عزلهم، بل فقط نثبت حضورهم ومشاركتهم، وهم جزء محوري لا يتجزأ من مسؤولياتهم وأدوارهم ومهامهم..