الألباب المغربية/ رضوان منفلوطي
احتجاجا على حالة الركود وسوء التدبير التي تعرفها جماعة أولاد زيان التابعة ترابيا لاقليم برشيد والناتج عن سياسة الإهمال التي ينهجها رئيس المجلس الجماعي، قرر مجموعة من أعضاء هذا المجلس مكتبة رئيس الجماعة ومخاطبته بمراسلات، منددين بمحاولات الرئيس إفراغ الهيئة التداولية والتقريرية للمجلس من كل مضمون وتحويل هذا الأخير إلى مجرد إطار شكلي.
وفي مراسلات رسمية موجهة لرئيس الجماعة، أصدروها بداية الأسبوع، تضمنت مجموعة اسئلة آنية، اتهم المنتخبون الرئيس بسعيه نحو تحويل المجلس إلى هيئة شكلية، ضاربا بعرض الحائط القانون التنظيمي لمجالس الجماعات الترابية، وجهله لمبدأ التدبير الحر والتسيير الجماعي، منبهين أن الرئيس ليس لديه إلمام بالاختصاصات الذاتية والمشتركة والمنقولة، الأمر الذي أدخل المجلس في حالة من التسيير العبثي والعشوائي.
وحول موضوع هذه المراسلات الموجهة لرئيس المجلس الجماعي أولاد زيان، اكد لنا المستشار الجماعي شوقي الشرقاوي أن الهدف كتابتها هو اولا نستفسر الرئيس حول أسباب عدم تنفيذ مقررات المجلس وكيف له ان يستفرد في اتخاذ القرارات الجماعية واستحواذه على جميع الاختصاصات وتحكمه حتى في سيّارة الإسعاف ناهيك عن الإنارة العمومية وعتاد الجماعة من كراسي وخيام وغيرها.. كما قام بتفويته لمرفق السوق بثمن زهيد وتعمّده إقصاء الأعضاء والحيلولة دون مشاركتهم الفاعلة في تدبير منظومة تسيير الشأن المحلي مما يقود بالجماعة الى حالة من الركود، من خلال سوء تدبير الرئيس للمجلس، ومعها وحالة التشنج والعلاقات المتوترة التي أحدثها سواء بين المجلس ومعظم المصالح الأخرى، أو حتى في صفوف الموظفين الجماعيين.
ففيما يتعلق بسوء التدبير التي يشهدها المجلس، سجل المنتخبون غياب برنامج عمل الجماعة، ومعه ضباب تام في حصيلة انجازات.. حيث لم يتم لحد الساعة إعداده وذلك رغم مرور نصف مدة انتخاب هذا المجلس الجماعي على تشكيل المجلس، على خلاف باقي الجماعات على الصعيد الوطني، ما ينعكس سلبا على التسيير ويجعل هذه الجماعة حالة فريدة ، تسير حاليا من غير بوصلة تخطيطية.
ونبه المنتخبون، إلى أحد الأوجه الصارخة لسوء التدبير، ويتعلق الأمر يحالة الإهمال التي يعرفها تدبير عدد من الخدمات الأساسية التي تهم ساكنة الجماعة، أساسا ما يتعلق عن امتناعه عن تنفيذ مقرّرات المجلس بخصوص إصلاح المسالك الطرقية وتوسيع شبكة الكهرباء وحفر الآبار وبناء الخزانات المالية وعدم صيانة البنيات الإدارية، بالرغم من برمجتها في فائض الميزانية عن موسمي 2021 و2022.. مسجلين تجاهل الرئيس لكل النداءات التي وجهها له المنتخبون في هذا الباب.
وأفاد المنتخبون أن نهج الجمود واللامبالاة التي ينهجها الرئيس امتدت إلى حد عدم البحت عن اتفاقية شراكة بشان أي قطاع، مشيرين أن حالة التشنج والتوتر التي أدخل فيها الرئيس بتصرفاته المجلس، تجعل من المستحيل إنجاح أي مشروع بالنظر للدور المحوري التي تلعبه هذه المصالح في مواكبة المجالس الجماعية.
وأوضح عدد من المنتخبين الجماعيين، أن اتخاذهم لقرار مراسلة رئيس المجلس الجماعي بشكل رسمي، جاء نتيجة كل العناصر السالف ذكرها، خاصة بعد استنفاذ كل المساعي الداخلية التي قاموا بها من أجل ثني الرئيس عن هذا السلوك الفردي في التسيير الاحادي الذي لايخدم تنمية الجماعة ولا الساكنة، ومن أجل تصحيح الأوضاع.
وأعلنوا في هذا الصدد، أنهم لن يقفوا موقف المتفرج أمام محاولة الرئيس نهج طريقة في التدبير تذكر بمراحل سابقة تجاوزها المغرب منذ سنوات، في تجاهل لمضامين دستور 2011 وللقوانين الجاري بها العمل حاليا، مؤكدين تشبثهم بالدفاع عن أسلوب التدبیر الحدیث والناجع للجماعة، بشراكة مع كل المتدخلین العمومیین، وبشراكة تامة مع كافة المواطنات والمواطنين…