الألباب المغربية/ حميد اليحياوي
مكناس المدينة العظيمة علم شامخ لا يحتاج إلى تعريف.. ولن أتحدث عنه.. وسأعرج بالحديث على مدينة مصغرة جميلة .. وهي تحمل كل سمات المسقط الأم، سأتحدث عن مدينة كانت مثار الغزاة الطامعين أدهرا من الزمان.. وكانت مشتى ومصيفا يرتادها عشاق الراحة والاستجمام.. مدينة التاريخ العظيم والساكنة المضيافة، مدينة التين والزيتون.. مدينة المآثر العمرانية التي تملأ صباحاتنا تألقا وبهجة بشموخها.. مدينة الطيبة والطيبين..الراضون من الحياة بالكفاف ويحمدون الله على ذلك.. هذه المدينة التي تجتر الغبن والإهمال في كل عصورها الحديثة.. وغالبية سكان ضواحيها يعيشون في بيوت طينية بسيطة البناء في عصر ناطحات الغيوم.. رغم موقعها الجغرافي وتاريخها المشرِّف البهي.. وتنتظر بصبرها المخضرم اليد الحانية التي ترفع عنها وعن أهلها غبنها الزؤام ..
مدينتي لم تقدم لأبنائها حتى أوراق ثبوت الهوية أنكرتهم وضمت غيرهم أحبوها وأحبت سواهم.. يتقربون منها وهي تبتعد… لماذا مدينتي ليست كالمدن الأخرى ؟ ما الذي ينقصها ؟ أليست غنية بمواردها المالية والبشرية ؟ لماذا يجرون لها عملية تجميل مؤقتة ليراها كل مسؤول زائر تم تعود لحالتها القديمة ؟ ألا تستحق مدينتي أن تكون تحفة ؟.. مدينتي وإن جارت علي فهي عزيزة.. لماذا بقي حال مدينتي منذ فترة يعاني نقصا؟ فمتى تصبح مدينتي كباقي المدن السائرة في طريق التطور؟؟ هل سيكون لنا نصيب من المشاريع التي ستفك عزلتنا وتطفئ لهيب القلوب، فمدينتي تلاعب بها الزمان وبقيت كالأطلال تحتاج لمن يقوم بها و يرجع لها بريقها، فمدينتي تزخر بطاقات بشرية كبيرة في شتى المجالات…
عفوا إلا مدينتي… مرة أخرى أرفع صوتي وهامتي بكل تواضع وأقول “مدينتي ليست للبيع….”
شيء من مدينتي..مكناسة الزيتون
اترك تعليقا