الألباب المغربية/ زهير هشام
شهد سوق البركة دار لمان هذا الأسبوع احتجاج كبير من قبل المستفيدين والمستفيدات بسبب الحيف والظلم الذي يمارس عليهم من طرف الجمعية حاملة المشروع بإضافة إلى غياب الإنارة والماء والنظافة لأكثر من ثلاث سنوات كما جاء ذلك على لسان بعض المستفيدين.
وكانت السلطات المحلية بعمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي قد قامت بالسهر على ترحيل بعض الباعة الجائلين الذين ظلوا يمارسون تجارة الفراشة قرب قيسارية الحي المحمدي إلى السوق النموذجي “البركة دار لمان” قصد إعادة تأهيلهم وإدماجهم في ما يعرف بالأسواق النموذجية في مطلع سنة 2018.
وبعد أربع سنوات من افتتاحها، أعلن رسميا فشل مشروع “سوق البركة دار لمان” وعودة الباعة من جديد إلى قارعة الطريق من أجل البحث عن لقمة العيش في ظل الأزمة الراهنة وارتفاع معدل البطالة.
وحسب ما عاينته الجريدة، فقد اشتكى عدد من التجار من عدم نجاح مشروع “سوق البركة” بسبب غياب دراسة وجدوى المشروع بنظرة شمولية ومقاربة سوسيو اجتماعية واقتصادية تهدف إلى الرفع من مستوى العيش الكريم والحفاظ على كرامة الباعة الجائلين.
ويعد ملف الأسواق النموذجية بعمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي واحد من السياسات العامة الفاشلة التي طبعت مجال التسيير من طرف الجهة المختصة مما يستوجب معها فتح تحقيق شامل وتقديم كل من تورط في إهدار المال العام في إطار ربط المسؤولية بالمحاسبة كما ينص على ذلك دستور المملكة المغربية.
وتعد الأسواق النموذجية التي شيدت بتمويل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي نموذجا صارخا على الفشل الذريع لهذه المشاريع.
وبجولة سريعة داخل فضاءات هذه الأسواق “البركة – درب مولاي الشريف – الصخور السوداء” يتضح جليا أن أغلب المستفيدين والمستفيدات من الباعة الجائلين هجروا الأسواق النموذجية التي باتت تعاني الكساد وركود كبيرين بسبب غياب المتبضعين من المواطنين.
ومن خلال كل هذا يتضح بأنه ليست هناك رؤية موحدة وشاملة رغم أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في روحها وفلسفتها جاءت لتصلح ما فسد بالأمس وتسهم في محاربة احتلال الملك العام من كل ما يخدش صورة المنطقة مع تحقيق العيش الكريم لهذه الفئات من الباعة الجائلين في إطار محاربة الفقر والهشاشة.
ويبقى السؤال… من يتحمل فشل هذه المشاريع ؟ هل قسم العمل الاجتماعي بعمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي أم الجمعية التي تسهر على تأهيل وتأطير المستفيدين؟ ولنا عودة لهذا الموضوع بشيء من التفصيل في غضون الأيام القادمة.