الألباب المغربية
استضافت مدينة طنجة، يومي السبت والأحد، الدورة الأولى من المؤتمر المغربي حول الإرشاد البحري بمشاركة ثلة من الفاعلين والمهنيين والخبراء في الخدمات المينائية من المغرب والخارج.
ويشكل اللقاء، الذي تنظمه جمعية المرشدين البحريين بطنجة المتوسط (APMPM) تحت شعار “الإرشاد البحري في خدمة السلسلة اللوجستية العالمي” على مدى يومين، تظاهرة دولية لمهنيي وخبراء قطاعي النقل البحري والموانئ.
في كلمة بالمناسبة، أشاد المدير العام للسلطة المينائية طنجة المتوسط، حسن عبقري، بالنجاح الباهر للمركب المينائي طنجة المتوسط، الذي استطاع أن يصبح واحدا من بين أفضل 5 موانئ لشحن الحاويات أداء على مستوى العالم، مبرزا أن الميناء يستقبل أكبر شركات وسفن النقل البحري بالعالم.
وتابع بأن هذا الأداء يرتكز بشكل أساسي على جودة وخبرة الموارد البشرية، موضحا أن قيادة سفن الشحن تسلم إلى ربابنة مغاربة يتوفرون على خبرة وتجربة كبيرتين ومشهود لهم بمهارتهم التقنية وصرامتهم المهنية.
وأشار إلى أن مهنة مرشد السفينة توجد في صلب هذا المؤتمر، وهو يتعين أن يتعامل مع بعض التحديات والمخاطر، لاسيما ما يتعلق بالظروف الجوية خلال ساعات الإبحار.
من جهته، أبرز رئيس الجمعية المنظمة للمؤتمر، مروان حسني، أن هذا اللقاء يروم معالجة مجموعة من تحديات مهنة الإرشاد البحري، من خلال 3 جلسات نقاش تتمثل في “تحديات الإرشاد البحري بالمغرب” و”الآفاق العملية” و”الحلول والابتكارات”.
واعتبر مروان حسني أن اللقاء مناسبة لاستعراض الآليات الكفيلة بتحسين سلامة الإرشاد البحري من أجل ملاحة آمنة وفعالة، مبرزا أن هذا الحدث هو منصة لتقاسم التجارب والخبرات والممارسات الجيدة وفرصة لتعزيز العلاقات المهنية بين مختلف المشاركين.
بدوره، سجل القائد جون لويس كوفي، الأمين العام لجمعية المرشدين البحريين بكوتديفوار، أن المؤتمر فرصة لتعزيز النقاش وتبادل الآراء حول مهنة الإرشاد البحري وتحدياتها، مبرزا أن أشغال المؤتمر كانت غنية وترتكز على تعاون متين بين ميناء أبيدجان وطنجة المتوسط منذ 10 سنوات.
واعتبر كوفي، أن ميناء أبيدجان، انخرط منذ أكثر من 10 سنوات في إنجاز أشغال كبرى، لاسيما تشييد الرصيف الثاني لشحن الحاويات ورصيف خاص بشحن الحبوب، مبرزا أن التعاون مع طنجة المتوسط يروم بالأساس استخدام أجهزة المحاكاة.
وأعلن عن أن الدورة المقبلة من المؤتمر الإفريقي للإرشاد البحري من المرتقب أن تنعقد في عام 2024 بأبيدجان، وذلك بعد دورة أولى ناجحة جرت بطنجة.
وتميز هذا المؤتمر بحضور حوالي مائة مشارك يمثلون مؤسسات وموانئ ومحطات شحن وتفريغ ووكلاء شحن معتمدين ومتحدثين من عدة دول، بما فيها إسبانيا وهولندا وبولندا والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والسنغال ومصر والكاميرون وتوغو وإيطاليا.
بالرغم من طابعه الوطني، اكتسب المؤتمر أهمية عالمية من خلال وجود منظمات وجمعية دولية تمثل مهنيي الإرشاد البحري، أبرزها المنظمة البحرية العالمية (IMO)، وجمعية المرشدين البحريين الأوروبيين (EMPA)، وجمعية المرشدين البحريين الإفريقيين (AMPA) .
ويشكل المؤتمر فرصة لتسليط الضوء على تجربة طنجة المتوسط التي أصبحت نموذجا في الإرشاد البحري، حيث تم تبادل هذه التجربة مع البلدان الأفريقية التي تشهد أنشطتها البحرية والموانئ تغيرات سريعة.