مصطفى طه
عقد حزب التقدم والاشتراكية دورته الثالثة للجنة المركزية، صباح اليوم الأحد 22 أكتوبر 2023 بمركز “زينيت” المتواجد بملتقى مدار الطريق السيار الرباط وشارع النخيل بحي الرياض، وبالمناسبة أكد الأمين العام للحزب، محمد نبيل بنعبد الله، قائلا: “ونحن نحضر هذا التقرير، يتعرض الشعب الفلسطيني إلى حرب إبادة جماعية وسعي معلن نحو التهجير القسري لأهالي غزة المحاصرة”.
وحسب ما جاء في تقرير المكتب السياسي للحزب، تتوفر جريدة “الألباب المغربية” على نسخة منه، قال الأمين العام المذكور ، متحدثا: “إننا نجدد إدانة حزبنا لهذه الحرب الهمجية والقذرة التي يشنها الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، بشكل يخرق كل قواعد القانون الدولي الإنساني”، وأضاف المتحدث نفسه: “وما يزيد الوضع احتقانا وخطورة هو العمليات العسكرية المدانة للكيان الصهيوني في سوريا وجنوب لبنان، بما يهدد بتوسيع خطير لدائرة الحرب”.
وفي هذا الصدد، وأورد بنعبد الله، قائلا: “إننا ندين بشدة التصعيد العسكري الإجرامي لقوات الاحتلال الغاصب بدعم سياسي وعسكري وإعلامي ومالي من أمريكا وعدد من الدول الغربية الأخرى”، مفيدا: “ندين الحصار المطلق واللاإنساني المفروض كعقاب جماعي ظالم على غزة وأهلها، بما أدى حتى الآن إلى سقوط آلاف الشهداء والمصابين، وإلى تدمير همجي للبيوت والممتلكات، وإلى منع مرور المساعدات الإنسانية إلى غزة، وإلى حرمان الشعب الفلسطيني بها من الماء والكهرباء والغذاء والدواء”.
وفي سياق متصل، قال المصدر ذاته: “ولذلك ينادي حزبنا المنتظم الدولي إلى تحمل مسؤوليته، من خلال التحرك الجدي الفوري والناجع، لأجل إيقاف العدوان على فلسطين وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني”.
وذكر الأمين العام لحزب “الكتاب”، متحدثا، أنه: “وفي ظل هذه الأوضاع المأساوية، فإن حزبنا، الذي بسجل إيجابا الموقف الرسمي المغربي إزاء هذه التطورات الخطيرة، يعتبر أن هذا الوضع هو نتيجة الانسداد آفاق السلام. ولتعنت إسرائيل وإمعانها في جبروتها وإنكارها لوجود الشعب الفلسطيني، وفي سياسة الاستيطان والاعتداء، والتقتيل والحصار، وتجاوزها لكافة مقررات الشرعية الدولية، بما في ذلك ما التزمت به في اتفاقيتي أوسلو ومدريد”.
وأكد بنعبد الله، أن السبيل لوحيد لإقرار السلام، بالنسبة لجميع شعوب وبلدان المنطقة، يكمن في الإقرار النهائي والعادل للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي طليعتها حقه في إقامة دولته المستقلة والقابلة للحياة وعاصمتها القدس”، وتابع المصدر عينه، أن “حزب التقدم والاشتراكية الذي اعتبر دائما القضية الفلسطينية قضية وطنية، سيواصل مجهوداته ونضالاته، من أجل دعم الشعب الفلسطيني في كفاحه قصد الدفاع عن نفسه، زمن أجل استقلاله وانعتاقه وتحرره”.
وسجل الأمين العام سالف الذكر، متحدثا: “ولو أن الحرب القذرة المستمرة على فلسطين غير واضحة النتائج والانعكاسات على المديين القريب والمتوسط، فإننا، في حزب التقدم والاشتراكية نريد أن نقف بالتحليل عند بعض العناصر التي نتمنى أن تسهم في إفراز وضع إيجابي ونتقدم لصالح قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة”.
واعتبر نبيل بنعبد الله، أن: “منطقة الشرق لأوسط كما لو أنها منطقة بركانية تبدو أحيانا هامدة، لكنها تشتعل كلما توفرت عناصر الانفجار، بما يفرز وضعا مغايرا”، وأضاف، أن: “الشعب الفلسطيني المكافح، بكافة تعبيراته، ومن خلال صيغ نضالية متنوعة، برهن دوما عن قدرته على مقاومة الاعتداءات والغطرسة الصهيونية. وها هو يقوم بذلك اليوم، بشكل فاجأ إسرائيل وأظهر هشاشة آلتها الأمنية وضعف المناعة التي لطالما تغنت بها، وهذا ما يتأكد، حاليا، من خلال التصدعات العميقة التي يشهدها المجتمع الإسرائيلي، بما يطرح أسئلة حول مآل هذا الكيان، حتى من طرف أوساط إسرائيلية”.
وقال المصدر عينه: “نعم، تحركت آلة التعتيم والدعاية الصهيونية الكاذبة، بشكل مؤثر للأسف، منذ الأيام الأولى للحرب القذرة الحالية على فلسطين، بهدف استمالة المواقف الرسمية للدول الغربية أساسا وللرأي العام بها، حيث اصطف عدد من قادة هذه الدول وراء الكيان الصهيوني، بشكل مكشوف ومفضوح ومرفوض، بذريعة مزيفة تدعي بهتانا دفاع إسرائيل عن النفس، في وقت يصمتون فيه عن إبادة الشعب الفلسطيني مهضوم الحقوق”.
كما أكد، أنه: “في مقابل ذلك، تصاعد وتعاظم التعاطف العالمي الشعبي لصالح القضية الفلسطينية، بما أثر على صورة الكيان الصهيوني الذي انكشف مجددا بجلاء للعالم وجهه الحقيقي والبشع”، هذا من جهة.
من جهة أخرى، أشار بنعبد الله، أنه: “من طبيعة الحال، فإن للوضع الحالي، بما ينطوي عليه من تقتيل وتدمير وسعي نحو الإبادة والتهجير من طرف إسرائيل في حق شعب فلسطين المكافح، تأثير على مواقف عدة دول عربية، حيث عمدت بعضها إلى الإيقاف، ولو المؤقت، لاتفاقات أبراهام، كما جعل بعضها الآخر يتردد أو يتراجع عن الذهاب أبعد في العلاقات مع إسرائيل، بعد أن تعمق فقدان الثقة في إمكانيات صنع الصلح والسلام مع كيان يمعن في الاعتداء والتقتيل، وفي إنكار حقوق الشعب الفلسطيني، وفي تجاوز الشرعية الدولية، خاصة مع الحكومة الصهيونية المتطرفة الحالية”.
وذكر الأمين العام لحزب “الكتاب”، قائلا: “وكل هذا يجري في ظل بروز تدريجي متصاعد لدور عدد من الدول، مثل إيران والسعودية وروسيا وتركيا والصين، في المنطقة، بما من شأنه أن يكون له تأثير مباشر على التوازنات الاستراتيجية إقليميا في اتجاه الحد من التأثير الإمبريالي الغربي بالمنطقة.
وأشار كذلك إلى أن المحنة الحالية التي يعيشها الشعب الفلسطيني هي من أحلك الفترات، حيث يتلقى ضربات موجعة، في غزة المحاصرة أساسا وفي كل فلسطين المحتلة عموما. لكن يضيف بنعبد الله، “هذه المحنة أظهرت تماسك وتلاحم الصف الفلسطيني، وأكدت لكافة مكونات الشعب الفلسطيني قيمة وأهمية الوحدة الوطنية في مواجهة المصير المشترك”، لذا، يضيف المصدر ذاته، قائلا: “يأمل حزب التقدم والاشتراكية في أن يتعزز هذا المنحى الوحدوي وأن يعرف انبعاثا جديدا مشرقا”.