الألباب المغربية/ حفيظ صادق
في زمن ليس ببعيد، كانت مدينة الصويرة تمتلك خمس قاعات سينمائية، تعج بالحياة والثقافة، حيث كانت الأفلام تجمع السكان في أجواء من البهجة والمحبة. اليوم، تحولت تلك القاعات إلى ذكريات، فيما تستضيف المدينة عشرات المهرجانات السنوية دون وجود صالة سينما أو مسرح واحد.
- ماضٍ ثقافي زاخر
كانت الصويرة تُعرف بمدينة الحدائق السبعة، بخمس قاعات سينمائية، وملعب لكرة القدم، وقاعة مغطاة لكرة السلة، ونادٍ لكرة المضرب، ونادٍ للفروسية، ودار للشباب، ومقرات للأحزاب والنقابات، وتجارة مزدهرة وصناعة تجاوزت الحدود. كانت الحياة هنا تنبض بالنشاط الثقافي والفني.
منذ سنة 1930، كانت هناك قاعات سينمائية في صانديو، درب تاوريرت، الملاح القديم، السقالة، وخارج أسوار المدينة. إلى كل عشاق السينما، نعود بذاكرتنا إلى تلك الأيام الذهبية مع ذكريات سينما سقالة وسينما الريف، ومع الأفلام التي أحببناها، مثل أفلام دراموندرا، شامي كابور، راجي كابور، وأفلام مثل “الصداقة” و”البؤساء” و”وداد”.
- أفلام عالمية وعروض مسرحية
كانت قاعات السينما في الصويرة تعرض أفلاما عالمية ومصرية، بأسماء لامعة مثل شارل برونسون، مارلون براندو، يول برينر، صوفيا لورين، جين فوندا، عمر الشريف، فاتن حمامة، هند رستم، ورشدي أباظة. كانت تلك القاعات تستضيف عروضا مسرحية وأمسيات سينمائية، بفضل النادي السينمائي في الصويرة وأعضائه الذين بذلوا جهودا كبيرة لنشر الثقافة السينمائية.
- شهادات من الماضي
لا يمكن نسيان الشخصيات التي كانت جزءًا من هذه الحقبة الذهبية، مثل المرحوم كنان، المرحوم الكجديح، المرحوم لحسكي، والمرحوم لمريعة، وغيرهم. هؤلاء كانوا جزءًا من النسيج الثقافي للمدينة، بالإضافة إلى العاملات المخلصات مثل مليكة، حفيظة، عائشة، وزهرة.
- الحاضر المؤلم
اليوم، تستضيف الصويرة أكثر من عشرين مهرجانا سنويا، ولكنها تفتقر إلى قاعة سينما أو مسرح واحد. لقد تراجعت الحياة الثقافية بشكل كبير سوى ضرب الدفوف والرقص وإنتشار المخدرات والملتقيات بنفس الأقنعة، وأصبح الماضي أفضل بكثير من الحاضر. الأسماء التي صنعت مجد السينما والمسرح في المدينة باتت مجرد ذكريات.
- دعوة لاستعادة المجد الثقافي
لا بد من العمل على إعادة الحياة الثقافية إلى الصويرة. يجب أن تكون هناك جهود جادة لإعادة افتتاح قاعات السينما والمسرح، لتعزيز النشاط الثقافي والفني في المدينة. هذه دعوة مفتوحة لكل محب للسينما والمسرح، ولكل من يحمل ذكريات جميلة عن الصويرة، للوقوف معا من أجل إعادة إحياء هذا التراث الثقافي الغني.
- مدينة الصويرة بين المهرجانات والحنين إلى السينما .
هذه دعوة إلى الجهات المعنية والمهتمين بالشأن الثقافي للعمل على إعادة الحياة إلى قاعات السينما والمسرح في الصويرة، كي تعود هذه المدينة الجميلة إلى مجدها الثقافي والفني الذي كان يميزها.