الألباب المغربية/ أحمد زعيم
كلنا نعلم أن ما سمي بالمخطط الأخضر انطلق منذ أبريل 2008، وكانت الغاية المعلنة منه توسيع المساحات المزروعة، والنهوض بالقطاع الفلاحي بشكل عام، بغاية تثبيت الساكنة بالقرى والارياف، وبالتالي تخفيف الضغط عن المدن والحواضر.
لعل أهم الأهداف المسطرة هي:
-التنمية والقضاء على البطالة والفقر و هجرة قوارب الموت..
-تطوير قطاع الري، وتوفير ترشيد مياه السقي .
-توظيف آليات حديثة في المجال الزراعي والفلاحي.
-تأهيل المزارعين وتأطيرهم لمواكبة الطرق الحديثة في الفلاحة.
-تسهيل المساطر للاستفادة من القروض، لا سيما بالنسبة للفلاحين الصغار.
– الخ..
لكن مع الأسف الشديد، الواقع عكس ذلك، إذ لم يتحقق أي شيء يذكر؛ بل تفاقمت الأوضاع بشكل مخيف خاصة مع توالي سنوات الجفاف، ونذرة المياه، مياه الري وحتى الشرب. بسبب ذلك تأزمت أحوال الفلاحين الصغار أكثر، وتحولت الأراضي الزراعية إلى اراض جرداء قاحلة محترقة ؛ حتى الوديان جفّت بالتمام ( ام الربيع مثلا)، أما المواشي فهي عرضة للموت بسبب قلة الكلأ، والعطش، وغلاء أسعار الأعلاف التي تستوردها شركات خاصة. الطامة الكبرى أن مخزون المياه قد يصبح منعدما على السطح وفي الجوف، إذا تواصلت سنوات الجفاف، واستمر استغلال ما تبقى منها للأغراض الصناعية( الفوسفاط مثلا)، او نُقِل لتغدية المدن الكبرى ( الدار البيضاء مثلا)، واستنزاف الطبقة السفلى من الفرشة المائية من طرف كبار الفلاحين…
فالأوضاع تكاد تكون كارثية ،وتنذر بإختفاء الفلاحة والزراعة بإقليم الفقيه بن صالح، والضحية فيها الفئات الهشة في النسيج الإجتماعي التي تجابه شبح الغلاء والجوع، والعوز، والهجرة السرية المحلية والدولية ، ولولا التضامن الأسري من مغاربة المهجر لأصبح الفلاح الصغير في خبر كان.
لذلك نجد أنفسنا نتساءل عن دور الوزارة الوصية عن القطاع الفلاحي التي يفوق عدد موظفيها الفلاحين أنفسهم.
ماذا تحقق من هذا المخطط الاخضر، عفوا الاصفر، عفوا الأسود والتي صرفت فيه أموال باهضة تقدر بالملايير؟! ماذا استفاد المغاربة من هذا المخطط، بإستثناء كبار الفلاحين؛ مالكي الضيعات الكبرى ( الضيعات الخضراء المسيجة الشبيهة بثكنات عسكرية لا أحد يعلم ما بداخلها.)، الفئة المحظوظة التي لم تتضرر من هذا الوضع القاتم.
تأسيسا على ذلك صار مطلب عقلنة وترشيد إستغلال الثروة المائية ، وانقاد الفلاحين الصغار من معاناتهم مطلبا ملحا قبل فوات الأوان.