الألباب المغربية/ نورالدين ودي
على هامش عدم الانصياع والامتثال لقرار السلطات؛ بجدولة التماس الأغلبية بإستقالة الرئيس الحالي..
يحتار المرء ويتخبط في أخذ قرار معين، والكيس الفطن من يستشير أهل الحل والعقد والخبرة والإختصاص!! ، ولا يجرأ أن يخالف القواعد العامة..
أحيانا قد يدوس الرئيس على المستشارين، وقد يرفس الموظفين، وقد يصد جمعيات المجتمع المدني، وحينما يصل أمام الجهات المسؤولة والوصية والسلطات الشريكة، يرجع إلى جادة الصواب وتوقف الألاعيب، وتُحبس التحرميات، ويُصطنع المثول للوطنية، ويحل محلها الرزانة والثقالة والتجاوب والإنصياع والإمتثال.. لكن صاحب النزعة الإنفصالية والعقيدة النرجسية والتي تتبث له أن الرئيس دائم أزلي، ولن ينزعه أحد مهما كان أو بلغ !!
يتمادى بغروره وهذيانه، وإن تحالفت الأحزاب كلها، وكانت على صعيد رجل واحد بوضع نقطة فريدة هو التماس استقالته وقد تنجح أو تفول…
وتستمر عنجهيته ويتصدى لكل قرار، ويوحى له أنه في معركة وجود، وأنه “دونكيشوت” يحارب طواحين الهواء، معتقدا أن الباقي شياطين وأبالسة، لكي تستمر لعبته وتسمره على كرسيه العاجي.
إن ثقافة الأوهام مرض عضال من أصابه، ابتُلٍي بعزة النفس والعظمة والإنتصار للذات، وكل من خالفه وانتقده وألجمه بالحكامة والقانون هو عدو له، إذا كان مستشارا منع عنه الكلأ وسحب منه المزايا، أو نبش ليسرب أوراقه، ويسقطه في جحر التهديد، وفخاخ متاهات الوعيد، وإذا كان موظفا أحاله إلى مجلس المدينة، ليبقى طريدا كالآبق اللاجئ، ولا يهمه خبرته وتجربته وأقدميته ولا يخشى شلل التسيير وشح الموارد والخصاص ..
لكن أن يتطاول على قرارات السلطات الممثلة لجلالة الملك ويتصدى لها ويستدرك عليها أفعالها، ويتدخل خارج اختصاصاته وصلاحياته.. إنه هو العمى، الرفق الرفق !!
إنه الكفر البواح بالدستور والعصيان بعدم الإمتثال للقوانين المنظمة، إنه تعسف على الأحكام واستعلاء بالذات والهذيان.. إنه فاقد الأهلية القانونية والأخلاقية، والأولى أن يتبرأ منه حزبه ويعزله..
لقد أحرق نيرون عين السبع أوراقه بنفسه وغلبت هيستيريته، وضيعت مملكته الوهمية بسوء تصرفه وقبح تصريحاته وعناده وتدخله خارج نطاقه واختصاصاته.. فكان هلاكه وخرابه وصدق رسول الله صلى عليه وسلم حيث قال:
” أن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شأنه”.
إنك أيها الرئيس كنت مكروها ومخلوعا والآن بعصيانك أصبحت أنت معزولا !!