الألباب المغربية/ عماد وحيدال
تحت وطأة التهديد الصحي الذي يمثله داء الحصبة “بوحمرون”، استنفرت السلطات الإقليمية بسطات جهودها لمواجهة هذا التحدي الصحي الكبير. فقد عقدت اجتماعات موسعة ضمت السلطات المحلية وعدداً من المتدخلين الترابيين، بهدف إطلاق حملات تحسيسية وتنظيم حملات متنقلة للتلقيح بالمؤسسات التعليمية، تنفيذاً للدورية الوزارية الصادرة عن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية.
وتهدف هذه الجهود إلى تعزيز الوقاية والحد من انتشار فيروس الحصبة، في إطار سياسة استباقية للتصدي للأوبئة. ووفق مصادر مسؤولة، يأتي هذا التحرك عقب إعلان وزارة الصحة عن حملة وطنية لتعزيز معدلات التلقيح ضد الحصبة التي تراجعت خلال فترة جائحة كوفيد-19، ما ساهم في انتشار الفيروس وظهور بؤر مرضية.
وأكدت الوزارة على ضرورة مراجعة الدفاتر الصحية للأطفال للتأكد من استكمال الجرعات اللازمة في الشهرين التاسع والثامن عشر من العمر، مع التشديد على تلقي جرعتين كاملتين من اللقاح. كما دعت الأسر إلى التوجه للمراكز الصحية لضمان حماية أبنائهم من هذا المرض الخطير.
وفي السياق ذاته، طالبت المديرية الإقليمية للتربية الوطنية بسطات كافة رؤساء المؤسسات التعليمية بتيسير عمل الأطر الطبية، وإبلاغ المراكز الصحية فور ظهور أي أعراض مشبوهة، لضمان سرعة التدخل. كما أوصت بتلقيح الأطر الإدارية والتربوية عند الضرورة لتجنب انتقال العدوى.
إننا أمام مسؤولية جماعية لحماية أطفالنا من خطر الحصبة، الذي يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة. نناشد الآباء والأمهات مراجعة الدفاتر الصحية للأطفال، والحرص على استكمال جميع الجرعات اللازمة في الوقت المحدد. كما ندعو الأبناء إلى عدم التردد في تلقي اللقاحات والالتزام بالتوجيهات الصحية. الوقاية هي السلاح الأقوى لمكافحة هذا المرض، فلنتحد جميعاً لتحقيق مجتمع صحي وآمن.
إن داء الحصبة ليس مجرد تحدٍ صحي، بل اختبار لوعينا الجماعي واستعدادنا للتكاتف لحماية أجيال المستقبل. بالتعاون بين الأسر والسلطات والمجتمع المدني، يمكننا التغلب على هذا الخطر وضمان بيئة صحية آمنة للجميع.