الألباب المغربية/ حبيب سعداوي
يتضح من خلال ما يجري من تطاحن واشتباكات على مواقع التواصل الاجتماعي بمدينة الفقيه بن صالح؛ أن مجلسها ومسؤوليها يعانيان من غياب سياسة التسيير والتدبير حقيقية، ولعل الصراعات الأخيرة على قيادة المجلس لخير دليل، والتي ٱتضح أنها لا غاية منها إلا المصالح الشخصية، وهي على شكل خنادق ايديولوجية يقبع فيها كل طرف حسب حزبه السياسي ومصلحته؛ مستغلين انقسام خلايا الجسم العميري، متبادلين اللكمات فيما بينهم باستغلال أخطاء وهفوات بعضهم البعض.
فقد أضحى الشارع العميري عبارة عن صراعات بين كل مكونات المجتمع المدني بمختلف أنواعه، من تبادل للإتهامات وسب وشتم وغير ذلك من وسائل التفرقة، والتي لا تخدم إلا مصالح الانتهازيين في السياسية.
فقد باتت هذه الصراعات مؤسفة للغاية؛ لأن الباعث عليها وربانها ليس هدفه الاختلاف عن مصلحة البلاد والعباد، وإنما هدفه اختلاف مصلحي سياسي محض؛ حيث يتم هدر الطاقات البشرية للمدينة التي أصبحت مشغولة بالصراعات الهامشية بدل التلاحم والتآزر في ما بينها للتفرغ للعمل الجاد والتصدي للفساد والمفسدين. مما يجعل الساكنة العميرية ضحية هذا التعطيل الناتج عن صراعات تافهة تفند مصالح السياسيين.
فنوع هذه الصراعات يا شباب بني عمير يعطل مصلحة الساكنة، ويخدم مصالح الفساد والاستبداد، وتصب في أتون الأطماع والمصالح الشخصية، التي تسعى جاهدة ليلا ونهارا في زرع بذور الفتنة ونشر ثقافة “فرق تسد”.. كما أن هذه الصراعات المخدومة لغرض سياسي تخدم مصالح حزبية إستعدادا للإنتخابات المقبلة، والتي عودتنا منذ سنوات على تكريس الفوارق ووصول أشخاص غير أكفاء “يخرب بيت اللائحة” يعبثون بمصالح الناس كيف ما يحلو لهم أمام أنظار السلطات المحلية.
فمتى أيها الشباب نستفيق من غفلتنا، ونوحد كلمتنا عسى أن يهل علينا ولو موسم واحد من مواسيم الوزيعة “الانتخابات” يكون فيه وضع الشيء في موضعه، واختيار الأشخاص الأكفاء والمناسبين، وخلق جو إنتخابي نزيه خالي من المرقة والزرقة وأصحاب المال والجاه والنفوذ بممارسات وطنية قحة، وليس بمنتخبين الذين اتخذوا السياسة حرفة ومرتع للاغتناء ؟!!!!!.
بمدينة الفقيه بن صالح؛ فقد استفحلت الإرتجالية وعمت الفوضى، وأصبح منطق التحكم وعدم الإيمان بالعمل التشاركي هو السائد؛ مما أدى إلى حالة من الجمود، إن لم نقل الإفلاس، وذلك ببلورة القرارات العشوائية وزرع الفتنة بين مكونات المجتمع المدني بمختلف أطيافه ونهج منطق الهيمنة، والعمل في غياب رؤية وإستراتيجية واضحة تخرج المدينة من الظلمات، وبرامج عمل تسر الناظرين، بالإضافة إلى تهميش وإبعاد الكفاءات، بل زرع التفرقة والشتات بينهم.
وفي نفس الصدد؛ فقد عبرت شريحة من الغيورين عن شجبها لهاته الممارسات، مؤكدة أنها عازمة على مواصلة فضحها والتصدي لها بجميع الوسائل المتاحة حتى يظهر الحق ويزهق الباطل؛ مؤمنين بالديمقراطية المتاحة بالبلاد، واضعين نصب أعينهم مصلحة الساكنة بعيدا عن أي مزايدات سياسية مصلحية.