الألباب المغربية/ ياسين بالكجدي
واقع الإعلام في مدينة خريبكة يمر بمرحلة حرجة، حيث تحولت الساحة الإعلامية من كونها منصة لنقل الحقائق بموضوعية إلى ساحة تعج بالصراعات الشخصية والأجندات الخفية. فقد أصبح بعض الفاعلين في المجال الإعلامي يمارسون العمل الصحفي بنهج انتقامي، ما أدى إلى تشويه صورة الإعلام المحلي، وبدلاً من التركيز على القضايا الجوهرية التي تهم المدينة وسكانها، تم توجيه الجهود نحو تصفية الحسابات الشخصية وخلق حقائق مغلوطة تتنافى مع أخلاقيات المهنة.
هذا الوضع أصبح ينذر بمستقبل غامض للإعلام المحلي، خاصة أن البعض ممن يدعون الصحافة لا يمتلكون الحد الأدنى من المؤهلات والكفاءة اللازمة لممارسة المهنة. فبدلاً من تقديم محتوى راقٍ يعكس أهمية خريبكة كمركز اقتصادي وصناعي، أصبحت المنصات الإعلامية المحلية تعج بالمغالطات والمواضيع الهامشية التي لا تخدم المصلحة العامة.
ومع أن هناك بعض الإعلاميين الملتزمين بمبادئ النزاهة والشفافية، إلا أن أصواتهم تظل خافتة أمام موجة الفوضى الإعلامية التي فرضها دخلاء على الميدان، الذين يرون في الإعلام وسيلة للابتزاز وتحقيق المصالح الشخصية الضيقة. هذا الواقع لا يعكس فقط أزمة أخلاقية ومهنية، بل يشكل أيضاً خطراً على مستقبل المدينة التي تحتاج إلى إعلام قوي وهادف يسهم في تنميتها بدل تشتيت جهودها في صراعات عقيمة.
إن التحدي الأكبر اليوم يكمن في إعادة الاعتبار للمهنة عبر تنظيم القطاع وتفعيل القوانين المؤطرة، بالإضافة إلى تحسيس الرأي العام بأهمية دعم الإعلام الجاد والمسؤول، مع ضرورة تعزيز التكوين والتأطير للصحفيين الحقيقيين من أجل إنتاج محتوى هادف يعكس قضايا المدينة الحقيقية، بعيداً عن لغة التجريح والافتراء.