الألباب المغربية
في مواجهة موجة من الانتقادات الرامية إلى تشويه سمعة القنصلية المغربية في فيرونا بإيطاليا، تأتي الحقائق كهيأة دفاع شامخة، وواضحة وضوح الشمس في كبد النهار لتدحض كل التلفيقات، و تفند كل ما ورد من ادعاءات سمجة وباطلة و حاقدة، وتُظهر الحقيقة جلية و في أبهى صورة.
فمنذ تولي وفاء الزاهي، مهمتها الجديدة على رأس قيادة القنصلية، شهدت دواليب العمل تحولًا جذريًا، تم بموجبها اتخاذ خطوات جريئة وملموسة سعيا إلى القضاء على الممارسات غير القانونية التي شابت بعض العمليات في الماضي. تلك الفترة التي كانت فيها بعض الجهات تستغل الجالية لتحقيق مكاسب براغماتية و شخصية صرفة، وهي سلوكيات أصبحت حاليا في عداد الزمن البائد ، وتليت عليها تعاويذ التأبين.. وذلك من خلال تنزيل و أجراة فعلية لرزمانة معايير حداثية صارمة عنوانها الحكامة الجيدة والمواطنة المثلى في خدمة المواطنين المغاربة بهذه الديار.
فعلى الرغم من الانتقادات التي ما فتئ يتراقص خيط دخانها بين الفينة و الأخرى، فإن طاقم القنصلية ماض بتؤدة وثبات في مسار بذل قصارى الجهود و تجويد أساليب العمل عامة وبدون استثناء.
وتأتي هذه الجهود الفضلى استجابة و تفاعلا مع توجيهات جلالة الملك محمد السادس، الرامية إلى العناية بأفراد الجالية المغربية بالخارج، والاهتمام بأحوالهم وشؤونهم، وتمكينهم من مختلف الخدمات الإدارية في أفضل الأحوال. وكذلك الاستراتيجية وزارة الشؤون الخارجية و التعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج التي تهدف إلى تحسين الخدمات المقدمة للجالية المغربية. هذه الاستراتيجية تشمل عدة أوراش إصلاحية، من بينها تطوير منظومة المواعيد لتصبح أكثر كفاءة وسهولة في الاستخدام، بالإضافة إلى تعزيز الأداء بالطاقة الإلكترونية لتسهيل الإجراءات و تقليل الوقت المستغرق في المعاملات، مع التركيز على استخدام التكنولوجيا الحديثة لتحقيق ذلك.
وهو ما بات ملموسا بالفعل بعد أن جددت القنصلية استراتيجية عملها، وأعادت النظر في ميتولوجيات تعزيز العلاقات مع الجالية المقيمة بهذه الربوع الأوربية، وذلك من خلال مبادرات مبتكرة ترنو إلى تحسين الأداء الإداري.
العراقيل التي كانت تواجه المغاربة في سالف الأزمنة، حيث كان الاستغلال الإداري والسمسرة يشكلان مشكلة كبرى، والتي كانت تبتز جيوب المغاربة في الخارج. لكنه ومع تولي وفاء الزاهي رئاسة القنصلية، تم وضع حد لهذه الممارسات، وثبطت وتبخرت على إثرها عزائم المحتالين.
اليوم، بفضل المهنية الكبيرة والدربة والمراس والحنكة الملحوظة للقنصل العام، تنفس هذا المقر الدبلوماسي الصعداء أطر ومرتفقون. كيف لا والقنصل تشرف وتسهر شخصيا على تسريع الخدمات المتنوعة، و تحرص كل الحرص على تغطية جميع الرغبات الإدارية للمواطنين، بما في ذلك تجديد الوثائق الرسمية، إصدار الشهادات الإدارية، وتقديم المساعدة القانونية، كما اجتهدت في تقليص هامش الخطأ بشكل خارق، وأجهزت على مناورات البيروقراطيين والوسطاء و الشناقة.
هذا التحول الكبير، والأناقة المهنية لم يستصغه بعض المنتفعين السابقين، الذين كانوا يستفيدون من ريع الفوضى. مما حدا بهم إلى الإقدام على ردود فعل خائبة.
وهم الذين سعوا في الآونة الأخيرة إلى إثارة البلبلة و تشويه سمعة القنصلية من خلال نشر معلومات مغلوطة حول الخدمات المقدمة.
لكن الأرقام والحقائق، تثبت أن القنصلية حققت قفزات نوعية على مستوى تحسين الخدمات، مما جعلها نموذجًا في الشفافية والنزاهة. ومن بين هذه التحسينات، تم تطوير منصات رقمية تُمكّن المواطنين من حجز المواعيد والحصول على الخدمات إلكترونيًا، الأمر الذي ساهم في التقليل من الازدحام ومن فترات الانتظار في مقر القنصلية. فضلا عن بقية الخدمات الإدارية.
هذا، وتشتغل القنصلية ضمن أجندتها السنوية على تعزيز الروابط الهوياتية المغربية في المهجر، من خلال تنظيم فعاليات ثقافية ودينية تهدف إلى الحفاظ على الهوية الوطنية والتراث المغربي، خاصة بين الأجيال الجديدة.
وعود على بدء تبقى المحاولات اليائسة لتشويه سمعة القنصلية ضرب من العبث و الغوغائية التي يصطاد ربابنتها في المياه العكرة، ولا يحصدون سوى الرياح.
ختاما ، يبقى النجاح الذي حققته القنصلية المغربية في فيرونا الإيطالية، مشهودا و مفخرة الدبلوماسية المغربية خارج حدود التراب الوطني، و شاهدًا حيًا على قدرة المؤسسة القنصلية على خلق دينامية خلاقة و طموحة ومتجددة، ومقاربة ناجعة في سبر أغوار الصعاب وتجاوز التحديات.