الألباب المغربية
تحرير مصطفى طه
توفي المعلم علال السوداني، أحد رموز الفن الكناوي، أمس الاثنين 10 يونيو الجاري بالصويرة، عن عمر يناهز 72 عاما، بعد صراع طويل مع المرض، حسب ما علم لدى أسرته.
وينحدر المعلم علال السوداني، المزداد بالصويرة سنة 1952، من سلالة عريقة من كناوة بالصويرة، ذات الأصول السودانية.
وبدأ الراحل في تعلم الفن الكناوي منذ صغره، وتحت الإشراف الصارم لوالده، ليكتسب تكوينا موسيقيا متينا، ليصبح معلما في سن 18 عاما، ويلتحق بذلك بمدارس أخرى مشهورة، لا سيما مدارس بوبكر غينيا وأحمد الحداد وبلخير.
وأكد مستشار جلالة الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور، أندري أزولاي، في تصريح له بالمناسبة، أن المعلم علال السوداني، بطلته الأنيقة وابتسامته، كان إلى جانب إخوته، التجسيد السخي للتقاليد والمدرسة الصويرية على الطراز التكناوي الصويري.
وأضاف أزولاي: “مع العديد من الصويريين، ستحتفظ هذه الجماعة بذكرى أحد أساتذتها العظماء الذي ساهم بأسلوبه وترك بصمته في إعادة تشكيل هذا الفن من جديد في الصويرة وأماكن أخرى“.
وتميز الراحل المعلم علال السوداني، بتمسكه الراسخ بالأسلوب التقليدي لموسيقى كناوة، وبذلك أصبح مرجعا أساسيا في المغرب، وواحدا من أكثر المحافظين المتحمسين والمدافعين عن هذا التراث الثقافي، الذي حرص على احترام قواعده وتقاليده.
ونشأ الفقيد بزاوية سيدي بلال، منغمسا في أمسيات طقوسية. وتعلم إلى جانب والده أسس طقوس ومبادئ “تكناويت”، وهو تراث ثقافي متجذر بعمق في أسلوب الصويرة الفريد.
كما عُرف الفنان والمعلم الدؤوب، علال السوداني، بتكريس حياته لتعليم ونقل معارفه للشباب، بينما لعب دورا حاسما في إعادة هيكلة جماعة كناوة وجمعية زاوية سيدي بلال، وبالتالي المساهمة في إعادة فتح زاوية كناوة حتى تتمكن من استعادة دورها التربوي والإشعاعي بعد سنوات صعبة.
وقد كان متحدثا فصيحا، ومؤرخا بارزا لثقافة كناوة في الصويرة والمغرب، حيث حصل على مكانته بين رموز هذا الفن الشهير، بفضل خبرته وشخصيته القوية، وجاذبيته الفريدة.
كما التقى الراحل بالعديد من الفنانين العالميين خلال فترة الستينيات والسبعينيات، خلال فترة “الهيبي”، أثناء مشاركته في لقاءات مع موسيقيين مشهورين آخرين في مهرجان كناوة وموسيقى العالم.