مصطفى طه
المتتبع للصراع الدائر بين منتخبي حزب التجمع الوطني للأحرار على مستوى إقليم ورزازات، من تياري “الحركة التصحيحية” التابع لعبد الله حنتي، رئيس المجلس الجماعي لورزازات، و”الشرعية” الموالي للمنسق الإقليمي لحزب “الحمامة”، والنائب البرلماني، يوسف شيري، الذي يشغل في نفس الوقت رئيس جماعة ترميكت، وما يرافقه من تبادل الاتهامات والشتائم والتخوين، يتأكد له وعلى أرض الواقع أن هذه التطاحنات السياسية والتنظيمية المستعرة ليست وليدة اليوم، وإنما هي انعكاس لحرب ضروس بدأت شرارتها الأولى منذ انتخاب شيري على رأس التنسيقية المذكورة.
وفي سياق متصل، فإقليم ورزازات يشهد حرب ضروس تحت الغطاء، وأبطالها حنتي، رئيس المجلس الجماعي لورزازات، والمنسق الإقليمي، شيري، المحسوبان على حزب التجمع الوطني للأحرار، والسبب حول هذه الصراعات من يفرض نفسه “سيدا” بمنطق “الفتوة” وسط منتخبي الحزب بمدينة السينما والسياحة.
وفي هذا الصدد، رغم أن الحرب بين الرجلين شهدت مدا وجزرا، إلا أن انتخاب يوسف شيري على رأس التنسيقية سالفة الذكر، أذكى من جديد هذا الصراع بين المنتخبين، بحيث أن الاهتزاز، الذي خلخل استقرار سفينة حزب التجمع الوطني للأحرار على مستوى إقليم ورزازات، زادت حدة ارتداداته بعد الصراع الذي احتدم قبل أشهر بين منسق الحزب، وبين رئيس جماعة ورزازات، الأخير الذي انتدبه الحزب قبيل الانتخابات التشريعية والجماعية لعام 2021، قبل أن تتوتر العلاقة بين الطرفين.
وارتباطا بالموضوع، ومن خلال تسجيل صوتي تتوفر عليه جريدة “الألباب المغربية” الذي انتشر عبر تقنية الواتساب بشكل واسع، يكيل فيه عبد اللطيف أعفير، مستشار بجماعة إمي نولاون، وعضو المجلس الإقليمي لورزازات، المنتمي بدوره لحزب التجمع الوطني للأحرار، اتهامات مباشرة لحنتي وينعته بنعوت وصلت حد توصيفه ب”السمسار”، وغيرها من الأوصاف الحاطة من كرامة رئيس المجلس الجماعي لورزازات، ك”دون المستوى”، و”ضعيف” و”الخبيث سياسيا”…
كما شدد صاحب التسجيل الصوتي، أن حنتي كانت لديه أهداف وأجندات أخرى يعتزم تنفيذها، مضيفا في نفس الوقت أن المعني بالأمر يهدف السيطرة على التنسيقية الإقليمية لحزب “الحمامة” من أجل مصالحه الذاتية، هذا من جهة.
من جهة أخرى، أفادت مصادر جد موثوقة لجريدة “الألباب المغربية”، أنه بعد تحمل يوسف شيري مسؤولية الحزب إقليميا، أبان بالملموس عن فشله السياسي، ومحاولاته رهن الحزب بمصالحه الذاتية.
وأضافت المصادر ذاتها، أن المنسق الإقليمي المشار إليه أعلاه، دخل في صراعات مع أطر ومنتخبي الحزب، ورؤساء الجماعات داخل الإقليم، نتيجة غيابه المستمر عن الإقليم والجهة وقلة تواصله، مما حول الحزب الأول إلى مجموعات ضيعت على المنتخبين والمواطنين تحقيق التنمية التي وعد بها المواطنين والمنتخبين الذين وضعوا ثقتهم في الحزب.
وأوردت المصادر عينها، أن وضعية حزب “الحمامة” التنظيمية بإقليم ورزازات كارثية، وما تخلفه فترة تسيير المنسق الإقليمي الحالي من الهدر السياسي، ورغبته الدائمة في تحقيق مصالحه الخاصة عوض أهداف الحزب، وسوء تدبيره لعدة ملفات انعكست سلبا على صورة الحزب.
وتابعت المصادر نفسها، أن الساكنة المحلية تستنكر ما وصفوته بالتهميش والإقصاء الذي يطال مدينة ورزازات، معلنة إدانتها لما أسمته بالصمت الممنهج للمجلس الجماعي وفي مقدمته الرئيس عبد الله حنتي، الأخير الذي فشل في الترافع عن المشاريع الكبرى لدى مراكز القرار، منذ توليه تسيير الشأن العام المحلي، ، فضلا على أن الرئيس المشار إليه، دائما ينتظر من السلطة الإقليمية القيام بأدوار يجب عليه كمنتخب القيام بها، وأنه من المفارقات الغريبة، وهي أن سرعة السلطة الإدارية تجاوزت سرعة المنتخبين في وقت كان يجب أن يكون العكس، حسب تعبيرها.
حري بالذكر، أن جريدة “الألباب المغربية”، حاولت مرارا وتكرار التواصل مع رئيس المجلس الجماعي لوزازات، عبد الله حنتي من أجل الحصول على تعليقه في هذا الشأن، إلا أن هاتفه كالعادة ظل يرن دون رد، كما تم إرسال رسائل عبر تطبيق “واتساب” لم يرد عليها.