الألباب المغربية/ محمد الحجوي
في ليلة ستظل محفورة في ذاكرة أهالي جماعة عبدون بإقليم خريبكة، تحول صهريج تجميع المياه إلى مصيدة مميتة ابتلعت خمسة أرواح بريئة، في حادثة مأساوية هزت المنطقة وشكلت صدمة للمجتمع المحلي.

لم تكن تلك الليلة تختلف عن سابقاتها، حتى تحول صهريج المياه الكبير إلى مسرح لأحد أكثر المشاهد إيلاماً. ضحايا الحادثة الأربعة ينتمون إلى أسرة واحدة: أب وأم واثنان من أبنائهما، بالإضافة إلى قريب خامس، جميعهم وجدوا حتفهم في حادث غرق مروع.
عم الحزن أرجاء المنطقة مع انتشار خبر الحادث المأساوي. تحولت منازل الأهل والأصدقاء إلى مواكب عزاء، وامتزجت دموع الحزن بالصدمة والاستغراب. تساؤلات كثيرة تطفو على السطح حول كيفية وقوع هذه المأساة التي أودت بحياة خمسة أشخاص في وقت واحد.
تحقق السلطات المحلية في ملابسات الحادث، فيما انتشرت فرق الإنقاذ والتدخل في مكان الحادث. تحاول الجهات المختصة تحديد الظروف والدوافع التي أدت إلى هذه النهاية المأساوية، بينما يعكف الأهالي على تحضير مراسم الجنازة ودفن الضحايا.
تثير هذه المأساة تساؤلات مهمة حول ضرورة زيادة الوعي بمخاطر صهاريج تجميع المياه والمساحات المائية بشكل عام. يؤكد الخبراء على أهمية اتخاذ إجراءات وقائية، خاصة في المناطق الريفية حيث تشكل هذه الصهاريج مصدر خطر حقيقي على الحياة.
يرحل الضحايا تاركين خلفهم فراغاً لا يمكن ملؤه في قلوب أحبائهم. تبقى هذه المأساة تذكيراً قاسياً بهشاشة الحياة البشرية، ودعوة للجميع لمضاعفة الحيطة والحذر في التعامل مع مصادر المياه، حتى لا تتكرر مثل هذه المآسي التي تذهب ضحيتها أرواح بريئة.
اللهم ارحمهم وأسكنهم فسيح جناتك، وألهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان.