الألباب المغربية/ حسناء رشيح
مع توالي السنين وتغير النخب والسياسات الأفريقية، تتعزز الشراكة المغربية الأفريقية وتتطور وتتوسع بخطى ثابتة خاصة بعد عودة المملكة إلى المؤسسات الأفريقية وتبني المملكة بقيادة جلالة الملك حفظه الله لسياسة أفريقية جديدة.
اتفاقيات ثنائية ومتعددة الأطراف رأت النور تجاوزت التعاون التقليدي إلى مرحلة بناء شراكات استراتيجية مؤثرة في الواقع الأفريقي ومرسخة للإنتماء الأفريقي لبلادنا.
أساس ذلك الحفاظ على ثلاثة مقومات الوجود والإستقرار للدول وهي السيادة والوحدة والأمن، لمواجهة مخططات التقسيم والحروب البينية والداخلية والإختراق الأجنبي.
والهدف الأسمى لهذه الشراكات المغربية الأفريقية، يتمثل في تحقيق التنمية المستدامة بكل أبعادها الثقافية والإجتماعية والاقتصادية والبيئية، بناء على إستراتيجيات وبرامج ترمي إلى الإستغلال الأمثل للمؤهلات الأفريقية البشرية والطبيعية.
هذه الشراكة المغربية الأفريقية تشمل كافة المجالات ذات الأولوية وتهم أكثر من 25 دولة أفريقية أغلبيتها في غرب ووسط أفريقيا، وتعززت هذه الشراكة بإطلاق المملكة للمبادرة الأطلسية الأفريقية عبر الداخلة، من أجل التمكين اللوجيستيكي للاقتصاد الأفريقي وخاصة لدول الساحل.
وفي السنوات الأخيرة، انتقلت بلادنا إلى تطوير الشراكة مع دول شرق أفريقيا على رأسها إثيوبيا، وقد كانت الزيارة الأخيرة للوفد العسكري الإثيوبي لبلادنا لتعزيز التعاون العسكري إحدى الخطوات المهمة في هذا الإتجاه.
وسيكون مؤثرا إيجابيا في العلاقات الثنائية وفي مواجهة أحد أهم التحديات الراهنة والمستقبلية، أن يتم التعاون بين البلدين في مجال الفلاحة والاستفادة من تجربة اثيوبيا الرائدة في إنتاج الحبوب.
إثيوبيا، التي عانت لفترة طويلة من المجاعة، تحقق الإكتفاء الذاتي في كثير من المنتوجات الغذائية وخاصة الحبوب، وتنتقل الآن إلى التصدير باعتماد سياسة حازمة في ذلك أساسها تحقيق السيادة الغذائية أولا ودائما.
فبدءا بالأمن إلى الغذاء، ومرورا بالصحة والتعليم والشغل والشباب والأسرة والماء، تستطيع الأسود الأفريقية أن تحقق ما حققته النمور الأسيوية وأكثر.
ولعل الشراكة المغربية الإثيوبية تضيف دينامية مؤثرة في هذا الإتجاه، ولا سيما أن المملكة تواجه تحدي الغذاء من حيث النذرة والغلاء. ولنا في إثيوبيا عبرة لأولي الألباب.