الألباب المغربية/ حليمة صومعي
تشهد العديد من الدول حول العالم، وخاصة في المناطق ذات المناخ الجاف وشبه الجاف، استنزافاً متسارعاً للموارد المائية الجوفية والسطحية. هذه المشكلة تعتبر من أكثر التحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية إلحاحاً، ورغم خطورة الوضع، يُلاحظ غياب واضح للنقاش العام حول هذه القضية في المعاهد والجامعات المتخصصة، التي من المفترض أن تكون في طليعة الجهات التي تبحث وتناقش هذه التحديات.
مشكلة استنزاف الفرشة المائية والماء العام:
الفرشة المائية (المياه الجوفية) تُعتبر أحد المصادر الرئيسية للمياه في العديد من الدول. ومع التزايد المستمر في الطلب على المياه نتيجة النمو السكاني والتوسع الزراعي والصناعي، يتعرض هذا المورد لضغوط شديدة، وقد أدى الاستخدام المفرط وغير المستدام للمياه الجوفية إلى انخفاض مستوياتها بشكل كبير، مما يهدد استدامة هذا المورد الحيوي.
دور المعاهد والجامعات:
من المفترض أن تلعب المعاهد والجامعات المتخصصة دورًا رائدًا في البحث والتوعية حول استنزاف المياه. ولكن، يتساءل الكثيرون عن سبب عدم تخصيص هذه المؤسسات للموارد الكافية لدراسة وتحليل هذه المشكلة بعمق. كما يُثار التساؤل حول غياب الدراسات والتقارير التي تسلط الضوء على الوضع الحالي للموارد المائية، وتأثيراته المستقبلية على البيئة والاقتصاد والمجتمع.
أسباب غياب النقاش العلمي:
هناك عدة عوامل قد تساهم في غياب النقاش العلمي حول استنزاف المياه في المعاهد المتخصصة:
- أولويات البحث: قد تكون الأولويات البحثية للمعاهد متوجهة نحو مجالات أخرى مثل التكنولوجيا أو الابتكار، مما يجعل قضايا البيئة والمياه تتراجع في سلم الأولويات.
- التمويل والضغوط السياسية: قد تواجه المعاهد ضغوطاً من جهات تمويلية أو سياسية، ما قد يحد من قدرتها على تناول قضايا قد تكون حساسة أو تتعارض مع مصالح معينة.
- نقص الوعي: قد يكون هناك نقص في الوعي لدى بعض الباحثين حول أهمية واستعجال المشكلة، أو قد يكون هناك نقص في البيانات والمعلومات الدقيقة التي يمكن أن تشكل أساسًا للدراسات العلمية.
- البيروقراطية: قد تعاني المؤسسات من البيروقراطية التي تعيق اتخاذ القرارات السريعة أو تبني مبادرات بحثية جديدة تتعلق بالاستنزاف المائي.
على الرغم من التحديات التي تواجهها الموارد المائية، لا يزال هناك نقص في النقاش العلمي الجاد حول هذه القضية في المعاهد المتخصصة. إن معالجة هذه المشكلة تتطلب توجيه المزيد من الجهود والموارد نحو البحث والتوعية حول استنزاف الفرشة المائية والماء العام. ينبغي أن تتحمل المعاهد العلمية مسؤوليتها في هذا الصدد، وأن تعمل على نشر الوعي وإنتاج الدراسات التي تساهم في الحفاظ على هذه الموارد الحيوية للأجيال القادمة.