الألباب المغربية
يستقبل المغرب سبعة فنانين قطريين في إطار برنامج “اكتشف” الذي يأخذ المشاركين في رحلة تعليمية خاصة إلى المملكة ضمن فعاليات العام الثقافي قطر-المغرب 2024.
وأوضح بلاغ للمنظمين، أن هذا البرنامج السنوي، الذي يتم تنظيمه بالشراكة مع متحف الفن الإسلامي، يهدف إلى دعم الفنانين وتزويدهم بمهارات جديدة في مجال الفنون التقليدية والإسلامية، مبرزا أن برنامج “اكتشف: المغرب” يستمد إلهامه من “فن الزخرفة الإسلامية“.
وسيزور الفنانون خلال هذه الرحلة مدنا ومواقع تاريخية بغية تأمل العمارة الإسلامية والمشاركة في ورشات فنية لتعلم الفنون التقليدية على أيدي حرفيين متمرسين، حيث سيقام معرض يضم أعمال الفنانين المشاركين في متحف الفن الإسلامي يوم 22 أكتوبر.
وأشار المصدر ذاته إلى أن مجموعة هذا العام تضم المصور عبد الهادي المري، والرسامة وفنانة الأعمال الخزّفية الجازي المعاضيد، ومصممة الأزياء دانة الملا، وفنانة الخط فاطمة الشرشني، ومصمم المجوهرات حمد المحمد، والفنانة التشكيلية هدى اليافعي، ورائدة الأعمال ومصممة الأزياء مريم المطوع.
ستبدأ الرحلة في مراكش، وهي مدينة أصيلة من العصور الوسطى تعود إلى القرن الثاني عشر، حيث سيستكشف الفنانون المدينة وروعة العمارة المغربية التي تتجلى فيها. وسيزورون رياض كارميلا (قصر مفتوح) بجوار مدرسة بن يوسف، تليها زيارة إلى قصر الباهية، وحديقة ماجوريل، ومقابر السعديين، وزيارة متحف إيف سان لوران. كما سيشارك الفنانون القطريون في ورشات عمل لإتقان الفنون التقليدية مثل التصميم والرسم الهندسي، والنحت على الجص، ورسم زواقة الزليج (البلاط)، وورشة للخزف.
وفي هذا السياق، نقل البلاغ عن سالم عبدالله الأسود، نائب مدير متحف الفن الإسلامي للتعليم وتوعية المجتمع بمتاحف قطر قوله: “تمثل هذه المبادرة التعليمية السنوية فرصة للفنانين القطريين الناشئين والمتمرسين لاكتشاف الجمال الدائم للفن الإسلامي وتأثيره في جميع أنحاء العالم. وستكون هذه الرحلة الثقافية الغنية مصدر إلهام للفنانين يصوغون من خلالها أعمال فنية تثري المشهد الثقافي النابض بالحياة في قطر“.
كما نقل المصدر ذاته، تعبير المشاركين عن حماسهم للرحلة المرتقبة، حيث قال عبد الهادي المري: “يعتبر المغرب أحد الركائز المهمة في التاريخ الإسلامي، لما له من ماض غني ومترابط. لا شك أن السفر إلى المغرب يمثل فرصة عظيمة لأي فنان محب للثقافة والحضارة“.
وتحدثت الجازي المعاضيد عن رحلة المغرب قائلة: “ستكون لرحلة المغرب قيمة مضافة في مسيرتي الاستكشافية. وستعينني في توسيع نطاق الأفكار الفنية التي من خلالها سأنتج أعمالا جديدة وأضيف نكهة جديدة للفن“.
أما دانا الملا فقالت عن زيارة المغرب: “متحمسة بشكل خاص للتعامل مع الحرفيين المحليين وتجربة كيف يدمجون لمسة التراث في أعمالهم، لأن ذلك من شأنه أن يعمق فهمي لكيفية نسج العناصر الثقافية في تصميم الأزياء وإبداع تصميمات مبتكرة“.
وقالت فاطمة الشرشني: “بصفتي فنانة أستخدم الخط في أعمالي، فإن أسلوبي في الكتابة يبث الحياة في الحروف ويحول الكلمات إلى أعمال فنية. وأنا متخصصة حاليا في النمط الفريد للخط المغربي، لذا فإن هذه الرحلة فرصة رائعة لصقل مهاراتي“.
وقال حمد المحمد: “ستكون الرحلة إلى المغرب فرصة فريدة بالنسبة لي كفنان، حيث ستعمق رؤيتي الفنية وتحفز حسّي الإبداعي. كما أنني أتطلع إلى دمج هذه التجارب الفنية المتنوعة في أعمالي الفنية المقبلة“.
من جهتها، علّقت الفنانة التشكيلية هدى اليافعي قائلة: “بصفتي فنانة متعددة التخصصات، أبحث عن مكامن الإلهام في كل مكان، كما أنني حريصة بشكل خاص على القفز إلى عوالم الفن المغربي الغنية والحرف التقليدية للتعرف على تأثيرات الثقافة الإسلامية، وخوض تجارب فيها“.
وشاركت مريم المطوع سعادتها بهذه الزيارة، قائلة: “أحب المغامرة والسفر والتعرف على الثقافات والتعرف عن كثب على المغرب وتحديدا مراكش، فهي من أغنى العواصم الثقافية. أنا متشوقة للتعرف على الفنون التقليدية التي يشتهر بها المغرب“.
وأبرز البلاغ، أن مبادرة الأعوام الثقافية التي انطلقت عام 2012، برئاسة سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، تقدم شراكات ثقافية طويلة الأمد بين قطر والدول الأخرى. وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز الاحترام بين الثقافات المتنوعة وتحفيز الشعوب على الاتحاد معا وتعزيز الروابط وتشجيع الحوار وتعميق التفاهم. ومع أن البرامج الرسمية لا تتجاوز العام الواحد، إلا أن أثرها يمتد طويلا عبر مشاريع للإرث.
ويتم تطوير العام الثقافي قطر – المغرب 2024 بالتعاون مع عدد من المؤسسات الرائدة في قطر، ضمن اللجنة المنظمة لمبادرة الأعوام الثقافية مع نظراء من المملكة المغربية؛ وبمساعدة وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية، وسفارة دولة قطر في الرباط، وسفارة المملكة المغربية في الدوحة.
شملت الأعوام الثقافية السابقة: قطر – اليابان 2012، وقطر – المملكة المتحدة 2013، وقطر – البرازيل 2014، وقطر – تركيا 2015، وقطر – الصين 2016، وقطر – ألمانيا 2017، وقطر – روسيا 2018، وقطر – الهند 2019، وقطر – فرنسا 2020، وقطر – أمريكا 2021، وقطر – منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا 2022، وقطر – إندونيسيا 2023.
تحرير: مصطفى طه