الألباب المغربية – مصطفى طه
تمس ظاهرة الهدر المدرسي في العالم القروي في صفوف التلاميذ، الفتيات على وجه الخصوص، وذلك بسبب الهشاشة الاقتصادية والاجتماعية، علما أنهن أول من يتأثر ببعد المؤسسات المدرسية وضعف الامكانيات المادية للأسر، فضلا على أن هؤلاء التلميذات يشكلن أغلبية ضحايا الهدر في النسق التعليمي الوطني، الذي تؤكد الإحصائيات أنه يعاني من هذا النزيف بشكل مقلق، لأنه لا يتماشى مع ارتفاع حجم الميزانية المخصصة للتعليم، ولأنه يصيب الحق في التعليم (وبالخصوص الأساسي).
وفي ذات السياق، فإن أسباب الهدر المدرسي عند الذكور والإناث على حد سواء، تعود إلى ما هو اقتصادي وما هو سوسيوثقافي، وما هو تربوي، فيما تنفرد التلميذات في العالم القروي بالخصوص بنصيب إضافي، ومن الأسباب كزواج القاصرات، والوضعية الاعتبارية للنساء من الناحية السوسيوثقافية.
وارتباطا بالموضوع، فتسهيل الولوج إلى التعليم عبر تقريب الفتيات والفتيان من المدارس بمنطقة توندوت، يشجع عائلاتهم خاصة التلميذات على السماح لهن بمتابعة مشوارهن الدراسي، وبفضل برنامج دار الطالب، والطالبة، وفرت المؤسستين دور استقبال قريبة من المدارس، إذ تمكنت من ضمان الظروف الملائمة لإيواء وتأطير المتمدرسين، بحيث تم بناء هاتين المؤسستين بمساهمة من مختلف الشركاء، والتي تتكلف جمعيتين محليتين بإدارتهما وعلى رأسهما إبراهيم أمكاسو.
وفي هذا الصدد، تشكل دار الطالب والطالبة “إمغران” التابعتين ترابيا لجماعة توندوت إقليم وزازات، هاتين المنشأتين الاجتماعيتين النموذجيتين، تأويان تقريبا 184 نزيلة، و149 نزيل ينحدرون من أسر معوزة بكل من “إمي نولاون”و”توندوت”.
فالمؤسستين المذكورتين، تشملان مجموعة من البنيات التحتية الأساسية، كمهاجع، ومطاعم، ومرافق صحية، وتجهيزات رياضية، ومكتبات وقاعات معلوميات، وتسند مهمة التأطير إلى أطر تربوية وإلى أعضاء الجمعيتين اللتان يحملان اسم الجمعية الخيرية الإسلامية دار الطالب، والجمعية الخيرية الإسلامية دار الطالبة “إمغران”، المكلفتين بالتدبير وعلى رأسهما إبراهيم أمكاسو، بحيث تحرص الجمعيتبن بدور هام، وذلك من خلال ضمان كافة الشروط لكي ينعم الفتيات والفتيان بإقامة ملائمة، تمكنهم من التركيز في دراستهم.
وأفادت مصادر موثوقة، لجريدة “الألباب المغربية”، قائلة، أن: “جمعيتي دار الطالب والطالبة “إمغران” تسخران موارد مالية قصد تحسين جدودة الإيواء والاطعام المدرسي والرفع من الجودة الغذائية المقدمة للتلميذات والتلاميذ، نوعا وكما“.
وتابعت المصادر ذاته، متحدثة، أن: “عملية الإيواء، والتجهيزات، والأغطية، والأفرشىة، والصيانة، وتجهيز المكتبات، وقاعة المعلوميات، وشبكة الأنترنيت، ومواد التنظيف، تتكفل بمصاريفها الجمعتين سالفتي الذكر، كما تسند مهمة التأطير إلى أطر تربوية”، هذا من جهة.
من جهة أخرى، هناك خدمات أخرى تقدمها المؤسستين إلى جانب الخدمات الرئيسية، بحيث دأبت الجمعيتين سالفتي الذكر على تنظيم مجموعة من الأنشطة الثقافية، والتربوية، والرياضية، وقوافل طبية، وتقديم مساعدات اجتماعية للفئات الاجتماعية الهشة بالمنطقة.
حري بالذكر، أن مؤسستي دار الطالب والطالبة “إمغران”، تقومان مقام الأسرة بالنسبة للتلميذات والتلاميذ المنحدرين من جماعتي “إمي نولان” و”توندوت”، فتحتضنهما هاتين المؤسستين النموذجيتين من حيث جودة الخدمات.
وقد أبان مكتبي الجمعية الخيرية الإسلامية دار الطالب “إمغران”، والجمعية الخيرية لإسلامية دار الطالبة “إمغران” عن علو كعبهما، وكفاءة عالية في التسيير والتدبير الإداري لهاتين المؤسستين، بحيث عرفتا عدة تحولات استبشرت لها ساكنة المنطقة خيرا، وخاصة بعد أن أخذ مكتبهما الحاليين زمام المؤسستين الاجتماعيتين المشار إليهما، وعلى رأسهما إبراهيم أمكاسو، نظرا للأطور التي شهدته دار الطالب والطالبة في عهده، لا من الجانب التنظيمي، ولا من جانب الرعاية المباشرة، بحيث تمثل المؤسستين، نموذجا يقتدى بهما على المستوى الوطني، كمشروع اجتماعي دامج، وتجسيدا حقيقيا لمقاربة تشاركية، تهدف إلى تشجيع الفتيان والفتيات على الدراسة بالمجال القروي، والحد من ظاهرة الهدر المدرسي، خاصة عند الفتيات، وهو ما يساعد لامحالة المستفيدين من إكمال دراستهم في ظروف جيدة.