حزيلة ابراهيم
تحمل الثامن من غشت ذكرى مشرقة وحافلة بالإنجازات في عالم الرياضة المغربية. ففي مثل هذا اليوم من عام 1984، تألقت بطلة مغربية استثنائية اسمها نوال المتوكل في الألعاب الأولمبية بلوس أنجلوس لتكتب اسمها بأحرف من ذهب في تاريخ الرياضة المغربية والعربية والإفريقية. ومع مرور 39 عامًا على هذا الإنجاز الرياضي الكبير، نجد أن الثامن من غشت لا يزال يشكل رمزًا للتفوق والإصرار.
في ذلك اليوم التاريخي، أحدثت نوال المتوكل ضجة كبيرة عندما توجت بالميدالية الذهبية في سباق 400 متر حواجز للسيدات. كانت هذه الميدالية الأولى من نوعها للمغرب، وهي أيضًا الأولى لأي امرأة عربية أو إفريقية في هذا السباق التحدي. إن فوزها لم يكن مجرد انجاز رياضي، بل كانت رسالة قوية للإصرار والتحدي، تعبر عن إمكانية تحقيق الأحلام مهما كانت الصعاب.
ومع حلول الذكرى الـ39 لهذا الإنجاز التاريخي، يتجدد الفخر والاعتزاز بنجمة نوال المتوكل، ويثبت للعالم أجمع أن المغرب لديه تاريخ رياضي لامع ومتألق. ولكن ليس هذا هو المشهد الوحيد الذي يبرز في ذلك اليوم.
اليوم، نجد المنتخب المغربي النسوي لكرة القدم يقف على عتبة التألق الدولي في كأس العالم للسيدات 2023 في أستراليا. إن مشاركة المنتخب المغربي النسوي في هذا الحدث العالمي تمثل خطوة كبيرة نحو تعزيز الوجود النسوي في عالم الرياضة وتشجيع المزيد من الشابات على اتباع خطى نوال المتوكل.
من خلال المشاركة الفعالة والمثمرة في مونديال استراليا، يتجلى دور المرأة المغربية في تعزيز قيم الإصرار والعزيمة والتحدي، وهو ما يتجسد في تحقيق إنجازات مذهلة على الساحة الرياضية العالمية. تعكس هذه المشاركة رؤية المملكة المغربية في دعم المرأة وتمكينها في مختلف الميادين، بدءًا من الرياضة وصولاً إلى مجالات أخرى في الحياة.
فالثامن من غشت يظل رمزًا للتحدي والإصرار، حيث يجسد إرث نوال المتوكل الرياضي ويمثل دافعًا للشباب والشابات المغاربة لتحقيق أحلامهم والوقوف على منصات التتويج العالمية، سواء في مجال الرياضة أو في مختلف ميادين الحياة.