الألباب المغربية
تحرير مصطفى طه
تنطلق اليوم الثلاثاء 09 يوليوز 2024 بواشنطن، أشغال القمة السنوية الـ75 لحلف شمال الأطلسي، في ظل تحديات متعددة يواجهها الحلف، لاسيما تعزيز الدعم العسكري لأوكرانيا وتداعيات السياق الانتخابي في الولايات المتحدة.
وخلال قمة واشنطن، المنعقدة ما بين 9 و11 يوليوز الجاري، سيحرص الحلفاء على بعث رسالة قوية مفادها أن التحالف يظل قويا، ومتعبئا من أجل الدعم العسكري لأوكرانيا.
وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، صباح اليوم الثلاثاء، جون كيربي، في تصريح لقناة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية، أن اجتماع قادة الناتو هذا الأسبوع في واشنطن يروم تعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية المضادة للطائرات على المدى الطويل.
وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تعهد أمس الاثنين، دون تقديم تفاصيل، بأنه سيعلن مع باقي حلفائه في الناتو عن “إجراءات جديدة لتعزيز الدفاع الجوي لأوكرانيا للمساعدة في حماية مدنها ومدنييها من الضربات الروسية”.
وعلى بعد أربعة أشهر من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يواجه بايدن تحديات متعددة، إذ يتعين على الرئيس الأمريكي، البالغ من العمر 81 عاما، أن يثبت، ليس فقط قدرته على التغلب على منافسه الجمهوري دونالد ترامب، بل وأيضا مواصلة قيادة دفة كبرى القوى العسكرية في العالم، ومن ثم طمأنة قادة الدول الأعضاء في (الناتو)، البالغ عددها 32 دولة.
وفي تصريح لقناة “إم إس إن بي سي”، الاثنين، قال بايدن “حلفاؤنا يتوقعون القيادة الأمريكية”، مضيفا “لقد عملت على توسيع عضوية الناتو، وجعلته أقوى”.
وانضمت فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي، على التوالي، في 2023 و2024.
وكان الأمين العام لحلف “الناتو”، ينس ستولتنبرغ، قلل، في تصريحات مؤخرا، من المخاوف بشأن وحدة التحالف.
وقال ستولتنبرغ، الذي سيسلم قيادة الحلف إلى رئيس الوزراء الهولندي السابق، مارك روته، “كان هناك الكثير من مفترق الطرق، حيث شعر الكثيرون بالقلق بشأن الحكومات الجديدة والقوى السياسية الجديدة التي تقوض الناتو. ما رأيناه هو أن حلف شمال الأطلسي انتصر كتحالف قوي”.
وستركز القمة، حسب ستولتنبرغ، على ثلاث قضايا رئيسية، تتمثل في تعزيز دفاع الحلف، ودعم جهود الدفاع عن أوكرانيا، وهو البند “الأكثر إلحاحا”، ومواصلة تعزيز شراكات “الناتو” العالمية، “خاصة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ”.
وسيجدد الحلفاء، بمناسبة القمة، تعهدهم بمواصلة تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا وبذل كافة الجهود من أجل تذليل العقبات أمام “المسار المتعثر” لانضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي.
وفي هذا الصدد، طمأن ستولتنبرغ بأن جميع الإجراءات لصالح أوكرانيا، التي تم الإعلان عنها في قمة واشنطن، تعد عناصر مؤيدة لانضمامها إلى الحلف.
وأكد مسؤول أمريكي أن هذا “جهد جدي للغاية لجعل أوكرانيا في وضع تكون فيه مستعدة لتحمل دورها ومسؤولياتها داخل الحلف منذ اليوم الأول” لعضويتها.
كما سيناقش الأعضاء سبل تحقيق 23 من أعضاء التحالف هدف الإنفاق الدفاعي عند 2 بالمائة وأكثر من الناتج المحلي الإجمالي.
وتأسس حلف شمال الأطلسي بموجب معاهدة تم توقيعها في 4 أبريل 1949 في واشنطن في بداية الحرب الباردة. وهدف “الناتو”، في ذلك الوقت، مواجهة التهديد السوفياتي وتأكيد مبدأ التضامن المتبادل بين جميع أعضائه.
وأصبح الحلف اليوم أكبر منظمة عسكرية للدفاع المتبادل في العالم، حيث يضم في عضويته 32 دولة في أوروبا وأمريكا الشمالية.