الألباب المغربية/ محمد الدريهم
تتواصل فعاليات مهرجان مسرح البدوي في دورته الرابعة والأربعين بقاعة المناظرات بمدينة إفران، التي استقبلت عددا كبيرا من المصطافين والزوار وأطفال المخيمات والمدينة الذين توافدوا بكثافة لحضور حفل افتتاح هذه الدورة الرابعة والأربعين التي تنظم احتفاءا بالذكرى الخامسة والعشرين لتربع جلالة الملك محمد السادس على العرش.
في تصريح للصحافة بالمناسبة، أشارت المديرة الفنية لهذه الدورة الجديدة من مهرجان مسرح البدوي، المخرجة كريمة البدوي، إلى أن هذا المهرجان أسسه عميد المسرح المغربي عبد القادر البدوي سنة 1972 بمدينة إفران الجميلة جوهرة الأطلس، في إطار نضاله من أجل إقامة وتأسيس مشروع لثقافة القرب ودمقرطة الثقافة، إيمانا منه بضرورة تعميمها على كل مدن المملكة وكل المناطق القروية والجبلية بالمغرب.
بالنسبة لكريمة البدوي، فإن هذا المهرجان ساهم على مدى عقود من الزمن في تنمية مدينة إفران والنهوض بها اجتماعيا واقتصاديا من خلال مساهمته في تنشيط السياحة في المدينة منذ عقود، مثلما ساهم في تطوير النشاط الثقافي في هذه المنطقة الجميلة.
وأعربت كريمة البدوي، في تصريحها للصحافة، عن أمنيتها الصادقة في أن ترى أبواب المركز الثقافي بإفران مفتوحة (ملاحظة المحرر: المركز موجود بالفعل في إفران منذ سنوات عديدة، لكنه ظل مغلقا)، والذي من المؤكد أنه سيصبح منارة ثقافية وطنية لهذه المنطقة الغنية بتراثها الثقافي والفني الغني.
وقد تميز حفل افتتاح هذه الدورة الجديدة بتنظيم أمسية للأطفال تخللتها أغانٍ ورقصات أداها أطفال المخيمات الصيفية النشيطةبمدينة إفران وجمعيات الأطفال المعاقين من إفران وأزرو، إلى جانب عرض مسرحية الأطفال “نبيل ونبيلة” التي كتبها الراحل عبد القادر البدوي وأخرجتها كريمة البدوي.
يتضمن برنامج هذه الدورة الرابعة والأربعين من مهرجان مسرح البدوي عرض مسرحية “الزيارة” للكاتب المسرحي الراحل عبد القادر البدوي، ومعرضاً للصور الفوتوغرافية الوثائقية بعنوان “عبد القادر البدوي: سيرة ومسيرة”، وملتفا فكرياً حول موضوع” الفنون وتحديات التنمية“.
للتذكير، لقد كان للراحل عبد القادر البدوي، المولود في طنجة عام 1934، أسلوبه الخاص ورؤيته الفريدة للفن. يُعتبر الأب الروحي للمسرح النضالي، وكان أول ممثل يستخدم هذا الشكل الفني للتعبئة والنضال من أجل تحرير البلاد. وقد جسّدت مسرحية “صوت الضمير” (صوت الضمير) ومسرحية “العمال الشباب” نهج الرجل الذي حوّل المسرح إلى منصة رائعة لرفع المطالب. واليوم، تعد تجربته المسرحية أحد التيارات، بل المدارس التي تركت بصماتها على المسرح المغربي.