الألباب المغربية/ ذ. محمد خلاف
ما نعيشه اليوم بالفقيه بن صالح، سببه بعض المنتخبين الذين “عششوا” داخل المجلس الجماعي، دون تقديم أي إضافة للمواطن ولا للمدينة، فقط أصلحوا وضعيتهم المادية، وكسبوا عقارات لا تعد ولا تحصى، بفضل “الكاشي” و “الكاميلة”، وفي تواطؤ عفن عنوانه (عطيني نعطيك) بزعامة (حديدان ) الأسير ، بعيدا عن خدمة مصالح المواطنين، في زمن أصبح فيه المواطن بلاربعا يعيش تحت وطأة ورحمة هؤلاء، فعوض التفكير في مصالحه ووضعه في صلب اهتمامات المسؤولين والمنتخبين، نجده عرضة للمساومة ليس إلا، هم جماعة من كروش الحرام، يخدمهم بعض أصحاب الدسائس الذين تناسلوا بشكل رهيب بالمدينة، منهم من توارث مهن الوساطة والسمسرة والرشوة والزبونية والخداع، والذل أبا عن جد، هم ذو شكل توسعي احتلوا كل دواليب المقاطعة الجماعية بمختلف أماكنها وأدوارها، هم بعبارة أصح “مسامر الميدة” ، لوبي فاسد متحكم في مفاصل المجلس الجماعي من الداخل يعيق تطورها ويحد من مسارها الطبيعي… سيماهم في وجوههم من المسخ والحقارة، لا خير فيهم يلوحون بمبسم حلو رقيق الكلام، وخلف أنيابهم الموت غليل.. ولا خير فيهم ،هم متملقون،لسانهم حلو وقلبهم بالنار يلتهب… هم الملتصقون بِنوالة الزعيم، هم الملازمون لَه، هم الأتباعِ والمؤيدون، هم المنبطحون، وتاريخ الانتخابات بلاربعا، وكواليس ليالي النوالة حافل بكشف عوراتهم، تصادف مسامير المائدة بمحيط البلدية، وبداخلها يتربصون بضحاياهم… والملاحظ أنه رغم كل الميزانيات الباهضة المرصودة لإصلاح المدينة “لا جديد تحت الشمس” بالفقيه بن صالح والسبب هم مسامير الميدة بمحيط الزعيم المعتقل بعكاشة، في حديث مستطير عن رغبتهم في ضم كل مسؤول جديد إلى صفوفهم… وإليهم أقول:
أيها المسؤولون الجدد بالفقيه بن صالح احذروا مسامير الميدة، فهم من يعطلون نجاح مشروع إعادة الثقة، ويلطخون محيطكم وعقليتكم بأفكار خبيثة خوفا على مواقعهم… ونجاح عملكم يبدأ من هذه المهمة.( محاربة اتباع الزعيم المعتقل،ومسامر الميدة)….
فهذه المسامير رغم سخافتها إلا أنها قد تُمزق رقعة في سروال أو قميص مما يُعيبه، وهذه المسامير لاجدوى من تواجدها خصوصا أنها أصبحت منبوذة بالمدينة، فالحل هو دقها أو اقتلاعها حتى لا تضر بالآخرين.
أيها المسؤولون الجدد بالفقيه بن صالح اعملوا دون الالتفاف جوار ”مسامير المائدة” لأنهم أصبحوا من الأثرياء الجدد وأنتم لن تجنون بمسايرتهم والتواطؤ معهم سوى ثمرا فاسدا بتركهم يتلاعبوا بنا جميعا….
“مسامير الميدة “ بلاربعا هم المنافقون الأفاقون، المتلاعبون على حبال بهلوانية، يختفون في الظلمة ويكرهون النور، يتاجرون بالصحبة والأمانة في سبيل المال وحبا في التقرب من أتباع الزعيم المعتقل….
هم أفاعي ملساء تنسل بين ثيابكم وثيابنا بإسم الصداقة لتغافلكم وتلدغكم، وتبتزنا يدعون السلام والبراءة وفي انيابهم الموت، هم محتالون، يمارسون الترف على جوع غريب. يتقنون اللعبة فيبدو ظاهرهم عكس باطنهم، يمارسون الافساد دون أن يشعروك أنهم يمارسونه.
يكشف مساميرالميدة عن وجههم الحقيقي ويبرزون أنيابهم بمجرد وصولهم للنتائج المرجوة، وهذه الأساليب التي يتخذونها سرعان ما تنتهي بهم إلى الزوايا المظلمة ومزبلة التاريخ. فقد يستطيعون أن يخدعوا الناس بعض الوقت لكن لا يستطيعون خداعهم أغلب الوقت…
أيها المسؤولون الجدد بالفقيه بن صالح فلسفة مسامر الميدة تقوم على المقايضة وعدم تكبّد أي خسارة، فتقعون تحت تأثير سحرهم وغشهم وأنتم تحسبونهم شرفاء صادقي النية يستغلون ذكاءهم ليرمون غيرهم بالأذى ويختارون الوسائل المتاحة باعتماد البراءة و“تبوهاليت*”……
فكفانا من الشعارات الرنانة، وعلى مسؤولي المدينة أن يسايروا نهج جلالة الملك ورغبته في الإصلاح والقطع مع الوصوليين الإنتهازيين الذين يرغبون في تحقيق مصالحهم الشخصية على حساب مصلحة المدينة والوطن بصفة عامة. اليوم وجب على مسؤولي المدينة، أن يقطعوا مع الريع السياسي، ويضعون حدا لمن يساوم بمصلحة لاربعا، من أجل حصوله على الغنيمة والاصطفاف جنب اتباع الزعيم المعتقل، ومنهم من كان يشتمه بأغلظ الأوصاف حتى أصبح يقبل يديه، بعدما ذاق لظى الرشوة و السلطة، فالكل أصبح يعرف حقيقة الأمر……