الألباب المغربية – مصطفى طه
أيت إيعزة هي مدينة في إقليم تارودانت، ضمن جهة سوس ماسة، جنوب المغرب، يبلغ عدد سكانها أكثر من 14.259 نسمة ، حسب الإحصاء العام للسكان والسكنى الأخير لسنة 2014، وهي تقع على الطريق الوطنية رقم 10، وتمتد مساحتها على 1267 هكتار، ويحدها جنوبا جماعة أفريجة، وتحدها جماعة سيدي دحمان من ثلاث جهات، الشرق، والغرب، والشمال. وتبعد أيت إيعزة عن مدينة تارودانت بـ7 كلم.
وفي ذات السياق، يعتمد اقتصاد المدينة المذكورة، بشكل كبير على النشاط الفلاحي، حيث يتواجد في أيت إيعزة تعاونية متخصصة في إنتاج الحليب ومشتقاته، ويقوم هذا المصنع بدور جد مهم في توفير مناصب الشغل لعدد كبير من ساكنة المنطقة، كما يُساهم قطاع التجارة كذلك بتشغيل اليد العاملة، وتوفير موارد مالية إضافية للجماعة سالفة الذكر، خاصة السوق البلدي، والسوق الأسبوعي.
جريدة “الألباب المغربية”، اختارت أن تسلط الضوء عبر هذه المقالة، على الواقع التنموي بجماعة أيت إيعزة، بين جملة الإكراهات والمتطلبات وآمال الحلول والانجازات.
وفي هذا الصدد، تعيش مدينة أيت إيعزة التابعة إداريا لإقليم تارودانت، منذ سنوات ومنذ تولي رئيس الجماعة الترابية الحالي، إبراهيم لباعلي، المنتمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وبالضبط سنة 2009 على وقع مشاريع تنموية حقيقية، تترجم على أرض الواقع الإرادة الفعلية للمجلس الجماعي لتحريك عجلة التنمية، حيث كان برنامج التأهيل الحضري ضمن أولى هذه المشاريع المهيكلة والتي تروم تأهيل المدينة، وجعلها في مستوى تطلعات الساكنة، وفي هذا الإطار تم إطلاق عملية تهيئة مجاري الصرف الصحي بمختلف الأحياء التي كانت تعاني من هذا المشكل لسنوات، حيث ظلت تشكل نقط سوداء تنبعث منها الروائح الكريهة و مرتعا للحشرات الضارة.
وصلة بالموضوع، عرفت البنية التحتية لأيت إيعزة تحسنا ملحوظا بعد تهيئة مدخل المدينة، وتعبيد الشارع الرئيسي الذي يبلغ عرضها 14 متر وتجهيزه بالإنارة العمومية، والمتواجد على الطريق الوطنية رقم 10، فضلا عن تهيئة بعض الشوارع والأزقة، هذه المشاريع تدخل في إطار برنامج تعبيد الطرق الحضرية للمدينة٬ وذلك في أفق تقوية الشبكة الطرقية الحضرية، وتسهيل عملية السير والجولان، وتحسين ظروف عيش الساكنة، وكذا تعزيز دور مدينة أيت إيعزة، كقطب حضري جذاب ومتوازن على مستوى الإقليم والجهة ككل.
ولمواصلة الجهود الدؤوبة التي يقودها المجلس الجماعي لأيت إيعزة، برئاسة لباعلي، وبهدف تأهيل أيضا المجال الحضري للمدينة، وتهيئة مساحتها الخضراء، و شوارعها الرئيسية، والحفاظ على جماليتها ورونقها ، تمت عملية التشجير الواسعة التي اطلقتها الجماعة المذكورة، بحيث كانت البداية بجنبات الشارع الرئيسي المشار إليه.
وفي سياق متصل، ومن أجل إنهاء كابوس الفيضانات التي كانت تشهدها المدينة أثناء سقوط الأمطار، ومعاناة حقيقية تزيد من محنة سكان المدينة، حيث قام المجلس الجماعي برئاسة إبراهيم لباعلي، بإنجاز شعبة تفصل بين الحي الصناعي وبين حي “البام”، هذا الحاجز رفع الضرر عن الساكنة التي عانت الأمرين قبل سنة 2009.
من جانب آخر، تم إطلاق عدة مشاريع بنوية خلال السنوات القليلة الماضية، في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز البنيات التحتية، وتنفيذا لمشروع إعادة هيكلة أيت إيعزة بصفتها مدينة صاعدة، والتي صارت تعتبر أحد أقطاب إقليم تارودانت الاقتصادية، ونظرا للمكانة التي أصبحت تحضى بها، تم إنجاز تهيئة العديد من شبكة قنوات الصرف الصحي وسط المدينة.
كما قام المجلس الجماعي لأيت إيعزة برئاسة لباعلي، بإنشاء حديقة عمومية وسط المدينة، بحيث تعد فضاء ومتنزها بمواصفات جيدة تندرج في إطار عمل المجلس الجماعي لتأهيل الفضاءات العامة والمناطق الخضراء بالمدينة، لتستفيد من مرافقها الساكنة المحلية، وقد جاء هذا المشروع ليزيد رصيد الجماعة من المساحات الخضراء.
وفي إطار سياسة القرب الاجتماعي التي تنهجها الجماعة الترابية لأيت إيعزة برئاسة لباعلي، بدور هام في تعزيز مواهب الشباب، وصقل طاقاتهم، وتشجيع الممارسة الرياضية داخل الأحياء، على اعتبار أن الرياضة حق من حقوق الإنسان الأساسية، ومدرسة لترسيخ قيم العيش المشترك، والتضامن وتحقيق الاندماج الإيجابي داخل المجتمع، وفي هذا الإطار، تم افتتاح العديد من ملاعب القرب بالمدينة، فضلا عن بناء مدرجات وغرف الملابس للملعب البلدي.
أما بالنسبة للمجال الثقافي، تم إعادة فتح الخزانة البلدية أبوابها وتهيئتها وتجهيزها، لتكون في مستوى انتظارات روادها من تلاميذ وطلبة، بحيث تقدم لهم خدمة مميزة للتحصيل العلمي في جو تربوي هادئ.
حري بالذكر، إن ما ينجز بأيت إيعزة من مشاريع، يخدم بالأساس الوطن والمواطنين، الذين يرون في هذه المشاريع مكسبا تاريخيا للأجيال الصاعدة، علما بأن المدينة همشت لعدة عقود، واليوم أصبحت مدينة تسير في ركاب التنمية، عبر هيكلة عدد من القطاعات وتطويرها، بالإضافة إلى مشاريع في طور الإنجاز، ومشاريع ستشهدها المنطقة على المدى المتوسط والطويل.