الألباب المغربية/ محمد خلاف
إعزازنا قحاف للاربعا بذكرياتها وأحداثها وأناسها؛وجغرافيتها وتكويناتها الهندسية؛ حب خلدناه بلمساتنا وتصرفاتنا وعلاقاتنا في تداخل صفي؛ يحوي الفرح والحزن والحلم؛ لاربعا الأنوفة؛ تحلم بفجر مشرق بعيد عن العواصف ووجع السنين؛ لاربعا مدينة الحزن الجميل؛والفرح التائه؛ متى سترسو سفنها ببر الآمان وتشرق البسمة على شفتيها؛ أم أن الفجر بعيد والسما من بعدو ضاوية؛ وبكاءنا مستمر؛ وقرارة أنفسنا؛ تقول شكون اللي بكاني؛ كما قالها ذات يوم عبد المجيد مكاوي، الفنان سليل عائلة فنية؛ تعتبر الموسيقى كالطعام والماء والهواء؛ والدفء؛ من مواليد الستينات؛ وهو من أبناء حي باب الخميس؛ مشتل نجوم الغناء؛ وكرة القدم؛ بداية عبد المجيد مكاوي كانت عندما عوض عازف آلة القيتار في مجموعة الشعلة بعدما عاد الأخير من مشاركته في المسيرة الخضراء سنة 1975 مكسور اليد؛ مما منعه من مواصلة العزف؛ حيث أدخل مكاوي آلة البوزق الى المجموعة عوض البانجو؛ لكن تفكك مجموعة الشعلة بسبب هجرة عناصرها إلى الديار الأوروبية؛ جعل مكاوي يفكر في تأسيس مجموعة أخرى حملت اسم جودة؛ وكانت تضم مكاوي عبد المجيد؛ باكريم مصطفى ابن زنقة تادلة؛ أحمد مكاوي؛ والزعبولي من بني ملال؛ وقد أبدعت هذه المجموعة في أربع قطعات؛ لازالت راسخة عند محبي فن المجموعات؛ وهي (شكون الي بكاني)؛ (جودة)؛ (أوراق خريفك)؛ (السكينة)؛ تعاملوا مع الرائع الزجال الزنادي محمد ابن ٱيت الراضي؛ مسيرة عبد المجيد مكاوي حافلة بالعطاء فقد شارك في برنامج مواهب مع عبد النبي الجيراري؛ كما شارك في برنامج المسابقات الثقافية (الوقت الثالث)؛ الذي كان يقدمه محمد شيبان كل يوم أحد؛ موسم الدراسي 1980-1981؛ في تنافس بين إعدادية العامرية من بني ملال والإعدادية الجديدة (ابن خلدون حاليا) من الفقيه بن صالح؛ التي فازت بالسباق؛ كما مثل مكاوي رفقة مجموعته مدينة الفقيه بن صالح في سباق المدن ضد مدينة ٱزرو سنة 1986؛ ليكون آخر نشاط فني في مسيرته؛ التي يشهد الجميع أنه كان من أمهر العازفين وطنيا على آلة القيتارة والبوزق؛ والبانجو؛ إضافة إلى صوته المتفرد الخالد؛ عزفه معروف؛ وصوته معروف؛ وقد كان بإمكان مجموعة جودة لو استمرت أن تكون إطارا مرجعيا وطنيا في أغاني المجموعات الملتزمة؛ حسب شهادة الراحل محمد السوسدي؛ عضو مجموعة المشاهب؛ ربما ظهور مجموعة جودة في زمن قلة الإمكانيات؛ خصوصا في مدينة كالفقيه بن صالح؛ إضافة إلى ظهور ظاهرة الهجرة إلى أوروبا وأشياء أخرى؛ تعلقت بشخصية عبد المجيد اختلطت فيها الحقيقة بالخيال؛ جعلت الفقيه بن صالح تفقد رمزا خالدا في تاريخها الفني؛ عزفه كعطر ينقلك إلى أزمنة اخرى إلى قلب؛ إلى حلم؛ جعل أجيال الزمن الجميل تحن إلى أشرطة مجموعة جودة؛ العميرية الأصيلة؛وأغانيها الخالدة والهادفة والملتزمة بذكريات وشمس؛ وضياء لاربعا الجميلة؛ حاول العديد من العازفين تقليد مكاوي؛ غير أن الفرق يبدو واضحا؛ لأنه كان موهوبا؛ مبدعا؛ بحق؛ عزفا وصوتا؛ بأداء متميز بدرجة ملحوظة؛ وبصفة مستمرة؛ ببصمات خالدة في المجموعة؛ وهي مواهب الهية؛ ولا تكتسب قط؛ وهو مازادنا تعلقا به مع مرور الزمن وبمجموعة جودة رغم تبدل عناصرها؛ بدخول عناصر جديدة فقد حافظت على ألقها وخطها؛ كان لمكاوي كرومزوم إضافي في عالم الموسيقى؛ جعل جودة تبقى من قلبنا موخودة؛ لله مهلو علينا القلوب طابو؛ لا تفكرونا في لي غابو بلاربعا.