الألباب المغربية/ زوهرال اوراس بوراس
أنفقت قطر خلال سنوات طويلة مليارات الدولارات على شراء أحدث الطائرات المقاتلة وأنظمة الدفاع الجوي، من رافال الفرنسية إلى إف-15 الأمريكية، فضلًا عن صواريخ مضادة للطيران. صور العروض العسكرية والصفقات الضخمة كانت تُقدَّم دائمًا كدليل على قوة الدولة وقدرتها على حماية سمائها.
لكن، المفاجأة الصادمة جاءت حين اخترق الطيران الحربي الإسرائيلي الأجواء القطرية دون أي ردٍّ يُذكر. هنا يطرح المواطن العربي سؤالًا بسيطًا ومباشرًا: ما جدوى كل هذه الترسانة إذا لم تُستعمل لحماية السيادة ؟
الأدهى من ذلك أن إسرائيل ترد فورًا على أي حركة صغيرة قادمة من غزة أو مرتبطة بحماس، ولو كانت مجرد صاروخ بدائي الصنع أو حتى شبهة استعداد عسكري. في المقابل، قطر بصواريخها الباهظة ومنظوماتها الغربية المتطورة، لم تتحرك أمام اختراق واضح وصريح لأجوائها.
الحقيقة أن ما حدث ليس مجرد عجز تقني، بل يعكس معادلة أعمق:
السلاح في الخليج ليس دائمًا للاستخدام، بل ورقة سياسية في لعبة التحالفات.
القواعد الأجنبية، وعلى رأسها قاعدة العديد الأمريكية، تجعل القرار العسكري القطري مرهونًا إلى حد بعيد بإرادة واشنطن.
إسرائيل، التي نسجت خيوط تطبيع معلن وغير معلن مع بعض العواصم، تتحرك وكأنها فوق القانون الدولي.
إنفاق مليارات الدولارات على السلاح بلا إرادة سيادية يُشبه شراء مظلة ذهبية… ثم تركها مغلقة تحت المطر.
ما حصل يكشف حقيقة مرة: السيادة لا تُصان بالسلاح فقط، بل بالقرار الحر والإرادة المستقلة.