الألباب المغربية / حفيظ صادق – الصويرة
تشهد مدينة الصويرة، التي تعتبر واحدة من أهم المراكز السياحية في المملكة، استعدادات مكثفة لاستضافة أكثر من 16 مهرجانا سنويا، إلا أن الساكنة تعاني من تقاعس المنتخبون في تحسين البنية التحتية وتوفير فرص الشغل من طرف السلطات والإدارات وغرفة التجارة والصناعة والخدمات…
رغم وجود أكثر من 1000 جمعية في المدينة، ومشاركتها في تنظيم الملتقيات والتظاهرات والندوات الثقافية والفنية، يبقى الاستفادة الفعلية للساكنة محدودة، حيث تتمحور الفعاليات بشكل أساسي حول الرقص والغناء والليالي الملاح من خلال المسماة “دار البراني”، دون أن تلمس أمور أساسية تخدم المجتمع المحلي.
وفي هذا السياق، عبر أحد سكان المدينة عن استيائه الشديد من تركيز المنتخبون على الجوانب الترفيهية من المهرجانات، دون التركيز على تحسين البنية التحتية وخلق فرص العمل للشباب. وقال: “هل نحتاج إلى الرقص والغناء إذا كانت الشوارع تعاني من الانهيار والبطالة تسيطر على الشباب ؟ من الأفضل استثمار هذه الأموال في تطوير المدينة وخلق فرص العمل، ثم نفكر في الترفيه.
في ظل اندثار وتلاشي جمالية مدينة الصويرة، تبقى الصورة المأساوية لمدينة الصويرة تحكي قصة خراب وأوساخ، حيث تتراكم الأزبال في كل مكان، دون حراك يُذكر من الجهات المسؤولة، فقط من جهة كورنيش المدينة وساحة المنزه والقصبة وساحة مولاي الحسن.
تختزن مدينة الصويرة ذكريات الزمن الجميل، لكنها اليوم تعاني من النسيان والإهمال، حيث تتساقط بناياتها المتلاشية وتتوسع الشقوق الكبيرة التي تهدد بالسقوط في أي لحظة فوق رؤوس كل عابر.
في هذا السياق، يثير السؤال نفسه: ما هو دور المجلس الجماعي والجهات المعنية الأخرى في تحسين الحالة البئيسة للصويرة ؟ هل هم مجرد شهود صُمّ على الدمار الذي يحل بالمدينة ؟ يبدو أن الوقت قد حان للجهات المسؤولة أن تتحمل مسؤولياتها.
ومن جانبه، عبر أحد الأجانب عن تعجبه من عدم استفادة الساكنة من هذه المهرجانات، واعتبر أنها تُعتبر مجرد فرصة للتسلية ولا تعكس الواقع الحقيقي للمجتمع المحلي.
بينما تتواصل التحضيرات لهذه المهرجانات الضخمة، يظل من الضروري على السلطات المحلية والجهات المعنية التركيز على تلبية احتياجات الساكنة وتحسين جودة الحياة في المدينة، لتصبح المهرجانات لحظات فرح واستمتاع حقيقية للجميع، بدلاً من مجرد أحداث ترفيهية عابرة للوافدين وبمؤازرة “مسيو” 20% وأتباعه.