الألباب المغربية/ فؤاد الإدريسي
أبدأ برحلتنا الكتابية اليوم؛ الفريدة بمصداقيتها ومحجتها البيضاء الساطع نورها بالحقيقة، وسط غثاء السيل من كتابات التي تنشر الغث والسمين لتضليل الرأي العام وجعله سلاحا ونكبة وهزيمة لقضاياه.
أبدأ مستعينا بالله (إن السمع والبصر والفؤاد كل أؤلائك كان عنه مسؤولا).
إن القضية الفليسطينية ومشكلها وحلها؛ يحتاج للكتابة فيها لكتب بل لمجلدات، ولكن سأختصر قدر الإمكان لأصف الداء والدواء لعلي أفي بالغرض، وأجد آذانا وقلوبا واعية تستوعب وتطبق الدواء والعلاج، لحل مشكلة القدس وفلسطين، وعودة أمجاد الدول الإسلامية وحكمها بالعدل والسلام للبشرية.
أولا: يجب أن نطرح أسئلة تشخص الأزمة وأسبابها ليسهل علينا إيجاد الحل.
من هو السبب وراء احتلال فلسطين ؟
ولماذا حررت كل الدول العربية، ولم تحرر فلسطين؟ وأسباب النصر؟
ومن الذي تاجر وخان القضية الفليسطينية؛ الحكام أم الشعوب أم الكل له مسؤولية في الهزيمة ؟!
وهل القضية فلسطين قضية أمة إسلامية وقضية عقيدة أم قضية وطنية وإنتقام ؟
وما هو الحل أو الحلول لتحرير فلسطين ولإنتصار الأمة على الغرب؟!
وهل إنتصارات السابقين على إعتداءات على القدس وعلى الأراضي الإسلامية، هل كانت بالعقيدة والتمسك بالدين والإتحاد عليهما مع قيادتهم أم كانت بالقومية والوطنية والتحزبات ؟!
فلنجب على هذه التساؤلات التي هي طريق حل كل مشاكل الدول العربيةّ:
سبب القضية الفلسطينية ومشاكل الأمة العربية من المحيط للخليج هو ما خطط له في مؤتمر 1907 الذي دعا له رئيس وزراء بريطانيا (كامبل بانرمان)؛
جمع فيه سبع دول أوروبية وليست فيهم ألمانيا وقال لهم (نحن في مرحلة إنحدار وبيننا خلافات كبيرة وتنافس شديد،هل تريدون مواصلة السقوط أم البقاء على القمة؟! فأجابوا: قالوا نريد البقاء في القمة، فوزع عليهم خرائط الوطن العربي من المحيط للخليج، فقال لهم؛ هذه المنطقة من المحيط للخليج هي سر قوتنا وسر ضعفنا.
هذه المنطقة الآن ضعيفة، مهلهلة، جاهلة، يتقاتلون على قطرة ماء؛
لكنهم يمتلكون كل مقومات النهضة، يمتلكون مالا نمتلك؛ كلهم يتبعون دين واحد، ولغة واحدة، بينما في أوروبا عشرات وعشرات المذاهب ومتفرقين، بعكس المسلمين؛ من يذهب من الكويت إلى نواكشوط.
لا يحتاج مترجم، رغم مساحة شاسعة يتكلمون لغة واحدة، هذه المنطقة تشرف على أوروبا من الشمال وعلى إفريقيا من الجنوب وعلى شبه القارة الهندية وعلى آسيا، هذه المنطقة تتوفر على كل المواد الخام التي يحتاجها الغرب، وتستطيع أن تخنق العالم كله؛ من خلال مضيق هرمز، باب المندب، قناة السويس، مضيق جبل طارق، فقال لهم؛ إذ لم تبقى هذه المنطقة ضعيفة، وحصلت على القيادة الصالحة؛ فستنهض لأن لديهم كل مقومات النجاح؛ وحدة الدين واللغة والخيرات والثروات،
وننحذر نحن إلى السقوط ، فقالوا له؛ ماذا نفعل إذن؟!!! فوصلوا في إجتماعهم إلى ثلاث أمور: يجب زرع جسم غريب، ولا: لفصل المشرق العربي عن الخليج العربي، ثانيا: أن يكون ولاءه للغرب، ثالثا: وهو المهم؛ أن يجعل المنطقة في حالة لا توازن؛ لأن التوازن يولد الإستقرار، والإستقرار يولد النهضة، ونحن نريد أن نمنع هذه النهضة لنبقى في القمة .
فإذا باليهود بقيادة (حييم وايزمان) يذهبون إلى أم الشر بريطانيا وألمانيا وكل دول الأوروبية؛ فقال لهم اليهود نحن قرأنا مخرجات ومقررات مؤتمركم؛ ونحن مستعدين لنكون الجسم الغريب، ونعاهدكم أن يكون ولاءنا للغرب؛ ولكن بشرط ما تتركوننا كل ما نطلبه منكم تعطوه لنا؛ ودورنا تعطيل نهضة الأمة إسلامية من المحيط للخليج، يكفيكم هذا؟!! قالوا يكفينا ذالك) انتهى .
فلهذا يجب أن تفهم أن أمريكا وفرنسا وبريطانيا لن تسمح بهزيمة إسرائيل لأن هزيمتها، هزيمة لمشروعهم لتعطيل نهضة هذه الأمة وإبقاءها ضعيفة مخربة .
وهذا ما قاله اليهودي (هيربت سامويل)، الذي كان مندوبا لبريطانيا على فلسطين لتأسيس الدولة اليهودية (بسلب أراضي وتنظيم هجرة اليهود لفلسطين) حيث قال: “يجب زرع أربعة ملايين يهودي أوروبي بين المحمديين”.
وكما أثبت الوثائق أن بريطانية وحلفاءها، صنعت تيارات إسلامية كانت سببا في إسقاط بعض أنظمة كجماعة الإخوان المسلمين وهي تحتضن مراكزها، وتحتضن أغلب تيارات إسلامية وتيارات إشتراكية ماركسية وغيرها من المنظمات الحقوقية وحركات غير حكومية، التي ضد الإسلام الصحيح والصحابة وضد الحكام ونظام الحكم الإسلامي، وساهمت في الثورات وإسقاط الملكيات، كإسقاط الملكية في إيران ومصر وليبيا (بخيانة الإخواني الإشتراكي عبد الناصر وصديقه القذافي والشيعي صفوي الخميني وصدام البعثي وغيرهم من عملاء الذي تأثروا بالفكر الغربي الديمقراطي).
وأتوا بدين غربي صهيوني جديد وإسقاط ملكيات ورؤساء هم وأتباعهم بتهييج شعوبهم على حكامهم وعلى منهج الرسول وأصحابه، لإضعاف الدول العربية. (فانتشر التشيع والتصول الخرافي البدعي والإلحاد والتفاهة والتطرف باسم الدين) وفجعلوا الشعوب متناحرة فيما بينها ومتفرقة ليصعب عليها تحرير فلسطين (فرق تسد).
فهذه الخطة (الفتنة؛ القوة الناعمة وشعار التغيير يعني تغيير مصادر قوة المسلمين الدين الصحيح وإسقاط الحكام بتهمتهم بالإستبداد والخرافة) هي التي تدار اليوم حتى أسقطت الرئيس مبارك وعلي صالح وغيرهم، وهي التي استعملت في فجر تاريخ الإسلام وتسببت في قتل من تستحي منه الملائكة المبشر بالجنة الخليفة العادل عثمان بن عفان والخليفة العادل علي رضي الله عنه؛ باسم الدين وفرقوا المسلمين.
بسبب خطة من اليهود؛ التي أرسلت عبد الله بن سبأ اليهودي الذي أسلم نفاقا، الذي أنشأ فرقة الخوارج والرافضة الشيعة لتفريق المسلمين وقتال بعضهم وإسقاط الخلفاء لإضعاف الإسلام والدولة الإسلامية.
فتبين من خلال هذا السرد التاريخي والوثائق أن السبب وراء ضعف المسلمين وإحتلال فلسطين هي مؤامرات القوى العظمى الغربية الصهيونية التي تريد السيطرة على العالم وإستعبادهم (نحن شعب الله المختار وباقي البشر عبيد لنا)
وعملائهم داخل دولنا؛ الذين يرفعون شعارات وعملائهم داخل دولنا؛ الذين يرفعون شعارات (الدين والحكام تخلف وإستبداد يجب تغييرهم لنيل
الكرامة والحرية والعدالة). خدعوا الشعوب بتلك شعارات البراقة وفي الأخير كانوا سببا في إضعافهم وتشريدهم وتسلط العدو عليهم.
إذن عرفنا من السبب وراء ضعف الدول العربية وفشلها في تحرير فلسطين ومن وراء المشاكل في بلادهم؟! ومن يتاجر بالشعارات لخداع الشعوب، ومن يتاجر بالقضية الفلسطينية؟! ومن هو الخائن لها ممن هو يدافع عنها وعن بلاده حقيقة ؟! وأن القضية قضية عقيدة وقضية سيطرة وإستعباد للبشر عند الغرب وحلفائه، كما اعترف بها نتانياهو السفاح وحماته اوباما وكلنتون وبايدن وبريطانيا وفرنسا وكل دول الأوروبية (إنهم ضد إعتداء على دولة اليهود ومعها بالدفاع عن نفسها وقتل الأطفال والنساء والاحتلال).
وإن سبب تحرير الدول العربية كالمغرب والجزائر هو الدين والإتحاد مع حكامهم وعلمائهم ومجاهديهم على الإسلام وتطبيق أحكامه أولا ثم يأتي النصر بعدها (إن تنصروا الله ينصركم)، وليس بالتحزبات والقوميات والتفرقة بتشويه حكامنا وعلماءنا وحركاتنا الوطنية التي جاهدت الإحتلال الفرنسي بالتمسك بالدين الصحيح وأخرجت الإحتلال الفرنسي بالجهاد في سبيل الله وليس في سبيل قوميات والوطنيات، وليس بتمجيد الغرب وإختراعاته وعدله الذي تبين للجميع أنه خداع للشعوب وأن أوحش وأجرم نظام هي الأنظمة الغربية التي تقتل البشرية أطفالا ونساءا وتحتلها وتنهب خيراتها.
هذه إجابات مختصرة عن أسئلتنا…
وفي الجزء الثاني سنوضح شبهات والخطط الأخيرة بالتفصيل في قضية غزة وفلسطين، للقضاء على القضية الفلسطينية وإحتلال دول عربية المجاورة وإسقاط ملكيات؛ لأن الغرب يريدون أنظمة جمهورية ضعيفة بالوطن العربي أما النظام الملكي الديني في دستور الذي يشبه نظام الخلافة الراشدة يعرقل مشاريع الغرب، في التوسع في الشرق الأوسط والمغرب العربي ويعطي للدول العربية الفرصة بالنهوض مرة أخرى وإستعادة توازنها .
سنوضح المؤامرة الأخيرة على الدول العربية بإستعمال القضية الفلسطينية وجعل غزة مصيدة للدول العربية….