الألباب المغربية/ نزار الصالحي – فاس
شهدت أشغال الدورة الرابعة للمجلس الجماعي لفاس لحظة توتر غير مسبوقة بين عمدة المدينة، عبد السلام البقالي، وممثلي وسائل الإعلام المحلية، بعد أن وجّه العمدة تصريحات اعتُبرت مسيئة وغير لائقة في حق الصحفيين الذين كانوا يغطّون أطوار الجلسة.
الواقعة أثارت موجة استياء واسعة داخل الأوساط الصحفية، دفعت جمعية المستقبل للصحفيين الشباب إلى إصدار بيان شديد اللهجة، عبّرت فيه عن رفضها واستنكارها الشديدين لما صدر عن العمدة، معتبرةً أن تصريحاته تمثل “انزلاقًا خطيرًا يمس بحرية الصحافة ويضرب في جوهر القيم الديمقراطية والدستورية”.
وأكدت الجمعية أن مثل هذا السلوك لا يليق بمسؤول منتخب يقود مجلس مدينة كبرى بحجم فاس، مشددة على أن الصحفيين قاموا بواجبهم المهني في نقل المعلومة وتنوير الرأي العام، وأن محاولة النيل منهم أو التقليل من دورهم تُعدّ مساسًا بحرية الإعلام واستقلاليته.
البيان حذّر من تداعيات هذه الواقعة على العلاقة بين السلطات المحلية وممتهني الصحافة، داعيًا إلى احترام قدسية المهنة والتوقف عن استهداف الإعلاميين أو التشكيك في نواياهم. كما ذكّر بأن الصحافة ليست خصمًا للمؤسسات المنتخبة، بل شريكًا في ترسيخ الشفافية وربط المسؤولية بالمحاسبة.
وفي ختام بيانها، أكدت جمعية المستقبل للصحفيين الشباب التزامها بالدفاع عن كرامة الصحفيين وحق المجتمع في المعلومة، معتبرةً أن أي إساءة للإعلاميين تمسّ بجوهر النقاش العمومي الحرّ وبقيم الديمقراطية المحلية.