الألباب المغربية/ يونس المنصوري
في ظل ما نشاهده من سلوكيات بعض المشاركات في برامج مثل “قسمة ونصيب”، يبدو أن هناك فجوة كبيرة بين هؤلاء النسوة وبين النماذج الراقية التي قدمتها المرأة المغربية عبر التاريخ. ما يظهر في هذه البرامج هو محاولة لاستغلال مفهوم الحرية بشكل سطحي واستفزازي، بعيداً عن الفهم العميق للمسؤولية والوعي الذي تجسده نساء المغرب منذ عقود.
عندما ننظر إلى الشخصيات التي حققت إنجازات بارزة مثل فاطمة الفهرية أو مليكة الفاسي، نجد أنهن لم يحتجن إلى اللجوء إلى المظاهر الصارخة أو التصرفات المستفزة ليثبتن وجودهن، بل اعتمدن على العلم، العمل، والالتزام بالقيم الإنسانية والمجتمعية. في المقابل، ما يقدمه بعض المشاركات في البرامج الحالية هو تقزيم لدور المرأة المغربية وتحويلها إلى مجرد أداة لجذب الانتباه بأي ثمن، حتى لو كان على حساب الكرامة والوعي.
هذه البرامج لا تعكس سوى فئة صغيرة تسعى للشهرة السريعة دون مراعاة للتأثير السلبي الذي تتركه هذه الصور على الجمهور، وخاصة الفتيات الصغيرات. المرأة المغربية الحقيقية ليست بحاجة إلى استعراض أو إثارة؛ فهي قادرة على تحقيق مكانتها عبر النضج، العلم، والعمل الجاد، تماماً كما فعلت العديد من النساء اللواتي تركن بصمات لا تُمحى في تاريخ المغرب.
بالتالي، من الضروري أن نتساءل: هل هذه المشاركات تعيّن حقاً معنى الحرية؟ أم أنهن يسئن استخدام هذا المفهوم لتبرير سلوكيات لا تمت بصلة للقيم الحقيقية للمرأة المغربية؟