الألباب المغربية/ بلال الفاضلي
شهدت المنظومة التربوية ببلادنا عدة إصلاحات، كان أغلبها أو جلها، يعتمد مبدأ سياسة الواجهة، التي لا تضرب في عمق حقيقة المنظومة التربوية، بل تكتفي بتلميع الواجهة، وأخذ صور المكونين والمكونين، فكان مآلها الفشل وهدر المال العام مع سبق الإصرار والترصد.
فمنذ الاستقلال إلى الآن، أربعة عقود خلت، ومنظومة التربية والتكوين تتربع على خانة المراتب المتأخرة عالميا، وحقيقة الأمور، ما صرح به أكبر مسؤول بوزارة التربية الوطنية، أن نسبة مهمة من المتعلمين لم تتقن أبجديات اللغة وأخرى لم تستطع فك رموزها. فظل كل من يتولى زمام تدبير هذه المنظومة، يدلي بدلوه في تجارب الغير، فكانت تجربة الهند أو ما يعرف بالمدرسة الرائدة هي التجربة التي تبنتها الوزارة الحالية.
فقد خصصت الوزارة لهذا المشروع ميزانية ضخمة تمثلت في تجهيز المؤسسات بوسائل معلوماتية مهمة مع تكوين الأساتذة وقبلهم المكونين، مع توفير وسائل لوجستيكية مهمة.
زارت جريدة “الألباب المغربية” إحدى مدارس التجربة بإقليم زاكورة بمركزية تمكروت، حيث رصدت تجهيزات معلوماتية مهمة بالإضافة إلى صيانة وتأهيل جميع الوحدات المدرسية وتزويدها بوسائل معلوماتية، لكن كل هذه التجهيزات معرضة للخطر، فكيف يعقل تركيب تجهيزات إلكترونية باهضة الثمن والمؤسسة لا تتوفر على عون للحراسة.. يعني أنها ستتعرض للسرقة خلال العطلة الصيفية القادمة وما قيل عن هذه المجموعة، ينطلي على كل مدارس تجربة المدارس الرائدة.
صحيح أن هناك منجزات وأموال صرفت لكن المحور الذي هو التلميذ، فحسب إفادة الأساتذة، نسبة كبيرة لم تتفاعل مع التجربة رغم تكوين الأساتذة في المشروع، فلا زالت التجربة متعثرة. يجب على الوزارة التدخل لاكتشاف الخلل وإصلاحه قبل فوات الأوان .