الألباب المغربية
(*) مصطفى طه
زاكورة، مدينة مغربية، وهي في نفس الوقت عاصمة الإقليم، ضمن جهة درعة تافيلالت، اختلفت الآراء حول اسم المدينة، هناك من يقول إن تسميتها يرجع إلى جدور أمازيغية، نسبة لقرية واو زاكور، التي تبعد عن زاكورة بسبعين كيلومتر، كذلك في جنوب زاكورة منطقة توجد بين الجبلين، تسمى بين زواكر، وتقع المدينة في الجزء الجنوبي الشرقي للملكة المغربية، تصنف ضمن المدن السياحية، وتشتهر بصناعة الفخار، وثمرها الذي يتسم بالجودة، ويصل تعداد سكانها، إلى أكثر من 310.000 نسمة.
استقرت بوادي درعة، شعوب قديمة، كالكوشيون، المنحدرون من كوش، أحد أبناء حام، ابن نوح عليه السلام، و يعتبرون أسلاف الحراتين، الذين يمثلون الى اليوم، نسبة مهمة من سكان واحات الجنوب المغربي، ووادي درعة على الخصوص، هذه العناصر الاثيوبية الخلاسية، كانت حسب بعض الإشارات التاريخية، تكون غالبية سكان حصن تازكورت، إلى جانب طائفة كبيرة من اليهود، حيث يصنف حصن تازكورت، الواقع في السفح الشمالي لجبل زاكورة، النواة الأولى لمدينة زاكورة الآنية، واختلفت الروايات، حول زمن بناء هذا الحصن، فالمصادر اليهودية، ترجعه إلى ما قبل الإسلام، بينما تؤكد المعلومات التاريخية الأثرية، أنه بني في زمن متأخر عن ذلك، أما المصادر المحلية، فتؤكد بناءه، إلى النصارى، مستدلة في ذلك، بقصر تانصيتة، أحد قصور المنطقة، الذي لايزال اسمه يذكر، باسم الأميرة الرومية سيطة، بينت الدراسات التي أقيمت بالمنطقة، أن أطلال حصن تازاكورت، ترجع الى عصور مختلفة، و أن ما تبقى من هذه الأطلال، يرجع إلى العصور الإسلامية، حيث أن بعض المواد المستعملة في بنائه، تشبه إلى حد كبير، تلك المواد المستعملة في البناء، شمال المغرب، إبان حقبة الإدريسي، كما أن تصميم الحصن، جاء مرابطا لتصميم القلاع، والحصون المرابطية، و بذلك يمكن القول، أنه قد بني في عصر الأدارسة، وأعيد بناؤه، في عهد الدولة المرابطية.
بني حصن تازكورت، على مساحة تقدر بنحو عشرة هكتارات، و أحيط به سور، تتخلله أبراج، من كل الجهات، كباقي المناطق المغربية، ومنذ دخول الإسلام، شهدت منطقة درعة، نشاطا دينيا واسعا، نشئ عنه نشوء، رباطات وزوايا، و في سنة 1575، أسس عمرو بن أحمد الأنصاري بتامكروت، التي تبعد بعشرين كيلومتر، عن مدينة زاكورة، أكبر زاوية عرفها تاريخ المغرب الحديث، وهي الزاوية الناصرية، تعتمد هذه الزاوية على الطريقة الغازية الصوفية، وقد كانت تدعو إلى تجاوز المذهبية، والتمسك بالسنة النبوية الشريفة، وألحق الشيخ محمد ابن ناصر، بالزاوية الناصرية، خزانة، جلب إليها الكتب من المشرق والمغرب، حتى وصف بصقر الكتب، لحبه لشرائها، بشتى الوسائل، ثم جاء ابنه أحمد الخليفة من بعده، و بنى بجوارها مدرسة لإيواء طلبة العلم، وواصل استقطاب الأساتذة، من مختلف جهات البلاد، وعرفت خزانة الزاوية الناصرية، منذ تأسيسها، صيتا عالميا، لما تتوفر عليه، من كتب و مخطوطات، فاق مجموعها 4000 كتاب، كما تملك الخزانة كتاب مكتوب، بماء الذهب، لقيس القيرواني، ومصحف كتب على رق الغزال، يستفيد من الخزانة اليوم، السياح المغاربة والأجانب، المقبلين على المدينة، بالإضافة، إلى أكثر من 100 طالب، من طلاب العلم، قدموا من مختلف المدن المغربية.
أما المجال الفلاحي، فتتمركز الزراعة، في واد درعة، ومنبسط تزارين، الغني بالنخيل، وكذلك المنتوجات الأخرى، كالحبوب، واللوز، والتفاح، والمشمش، والرمان، والحناء، والبطيخ الأحمر.
(*) سكرتير التحرير