الألباب المغربية
بمناسبة اليوم العالمي للمدرس أقول كل عام وكل معلمة ومعلم بوطننا الحبيب بألف خير.
إن كنت معلماً، أو مديراً لمدرسة؛ فلربما ستنسى الكثير من وجوه تلاميذك الذين يكبرون بسرعة، وتتغير سحناتهم وأشكالهم. لكنك مهما تفاقم فيك العمر وطالت بك الأيام، وأخذتك مهاجع النسيان، فلن تغيب عن ذهنك صورة معلم/ة تركت أثراً فيك ذات درس. فكم من أناس يمرون في شوارع حياتنا، وساحاتها ولحظاتها، لكنهم بعد سنة، أو أكثر، يذهبون أدراج النسيان، وتبقى صورة المعلم/ة خالدة في جدار الذاكرة.
فمن يجرأ وينسى غيمة الطبشور الأولى في حياته؟!. الغيمة الصغيرة التي تكاثفت قرب سبورة سوداء، قرب معلمة جميلة تمطرنا بيلساناً وورداً، وتتصفح وجوهنا الصغيرة كقطط تسكتها الدهشة. معلمة تقترب بوداعة وأمومة وتمسح بقايا دموع عن صحن الخدود، لأننا للتو فارقنا أمهاتنا في البيوت، وجئنا لأول يوم في المدرسة، فوجدنا أماً جديدة.
وبوسع ذاكرتي الغربالية، أن تسرّب كل الصور المختزنة فيها منذ سنين، لكني لن أنسى أبداً معلمتي الأولى ومعلمي الكرام عبر كل مرحلة من مراحل الدراسة . كل عام وانتم بالف.