الألباب المغربية/ إبراهيم فاضل
حظي كل من الفنان عبد اللطيف عاطيف، والفنان الحسين برداوز، والفنانة خديجة مزيان، والفنانة نادية قبيل، بتكريم خاص من طرف ساكنة دوار تيديلي جماعة إيموزار، عمالة أكادير إداوتنان، جهة سوس ماسة خلال سهرة فنية كبرى شاركت فيها العديد من الفرق الفنية المحلية والمنظمة من طرف جمعية تمازيرت للتنمية والتضامن بمناسبة موسم الوالي الصالح سيدي علي السباعي الإدريسي ايزم .
ويعتبر الفنان عبد اللطيف عاطيف الذي تم تكريمه، خلال السهرة الختامية لفعاليات مهرجان تماكيت، من الجيل الأول من الممثلين المغاربة الناطقين باللغة الأمازيغية، الذين شكلوا خارطة طريق الفن الأمازيغي بالمغرب، سواء على خشبة المسرح، أو من خلال أفلام VHS والفيسيدي، وكذا القنوات التلفزية الوطنية والدولية، كما يعتبر عاطيف وجها مألوفا في الشاشة الأمازيغية والقنوات العمومية منذ سنوات، وتمكن من الولوج إلى بيوت وقلوب الملايين من المتابعين للسينما والفن داخل المغرب وخارجه، وأدخل البهجة والفرح.
صعد الفنان عاطيف المزداد بمدينة انزكان في يناير عام 1961، لأول مرة إلى الخشبة سنة 1978 في عمل مسرحي بعنوان “خليونا نمتلوا”، متبوعا بمسرحية “بحال التمثيل” 1978 لجمعية الشعلة الثقافية، وفي سنة 1985 التحق بجمعية “تيفاوين” التي انضم إلى مجموعتها المسرحية قبل انخراطها في الأعمال السينمائية، فشارك في كل أعمالها، كمسرحية “يات أور ترواس يات” و”الجورا” وأمعڭاز” في نفس السنة، و”ثمن الاستقلال” و”ملحمة الخلود” سنة 1986 و”عودة عمر الخيام” سنة 2002، إلى آخر مسرحياته “لا إباون لا إفراون” 2013.
وفي المجال السينمائي والتلفزيوني، شارك في العشرات إن لم نقل المئات من الأعمال الفنية، ما بين أفلام الفيديو التي انطلقت مع بداية التسعينيات، والمسرحيات، والمسلسلات التلفزيونية، والأفلام السينمائية، كفيلم “تازيت ن وانغا” لأحمد بادوج سنة 1994، وفيلمي “حمو أنامير” و”الدويبة” لفاطمة بوبڭدي سنتي 2002 و2003، فيلم “زرايفا” لعبد العزيز أسايح 2010، وفيلم “أغرابو” لأحمد بايدو سنة 2011. وكمسلسل “أمود” لـ “فاطمة بوبڭدي” 2005، و”تامنت إرزاڭن” لسعيد السليماني سنة 2015، والعديد من الأعمال التي ستبقى خالدة وتبقى على مدى عصور، جعلته في أكثر من مرة يتوج بجوائز مختلفة في مهرجانات دولية ووطنية وجهوية.
فيما يعتبر الفنان الحسين برداوز المزداد بمدينة إنزكان سنة 1955، من بين الممثلين المعروفين على الصعيد الوطني، حيث يتميز بصورته التي تتناسب مع كثير من الأدوار التمثيلية، كما مكنه من المشاركة في الكثير من الأفلام الأمازيغية والعربية وترك بصمته في تاريخية للسينما الأمازيغية والمغربية، وانطلقت المسيرة الفنية للحسين برداوز في أوائل بدايات السينما الأمازيغية في العقد الأخير من القرن العشرين، ويعتبر أحد الوجوه البارزة في الشاشة المغربية سواء الناطقة باللغة الأمازيغية أو العربية، وأحد أعمدة السينما الأمازيغية التي قدّم فيها أعمالا عديدة تقدر بالعشرات، فضلا عن أدواره التي كشفت عن تعدد مواهبه، ومدى قدرته على تقمص الشخصيات، واستيعاب محتوى الأدوار التي يلعبها رغم اختلاف أشكالها.
وكانت أولى محطات برداوز الفنية، مشاركته في فيلم “تيتي وضانفي” سنة 1997، وبعد ذلك هيأ نفسه لانطلاقة جديدة شكلت مساره الفني، قدم فيها لجمهوره الواسع أدوارا رئيسية بدأت مع فيلم “حمو نامير” لفاطمة بوبكدي سنة 2002، لتمتد إلى لائحة طويلة من العناوين التي ساهمت بشكل كبير في إثراء خزانة الفن الأمازيغي على وجه الخصوص.
لم يقتصر الحسين برداوز على أداء الأدوار أمام الشاشتين الصغيرة والكبيرة فحسب، بل قدم لمجال الكتابة مجموعة من السيناريوهات التي غيرت وجهة السينما الامازيغية، كما غيرت الانطباع التقليدي الذي نهجته الأفلام الأولى التي أنتجتها فترة التسعينيات، فاتجه وجهة الغوص في أعماق التراث الأمازيغي، واستقى منه ما تلقاه المشاهد عبر قنوات فنية متعددة، سواء عن طريق الأفلام أو المسلسلات أو البرامج التي أنجز لها تعاليق بصوته.
أما الفنانة خديجة أمزيان ابنة اداوتنان التي لعبت دور داميا خلال مسلسل بابا علي الذي بثت القناة الأمازيغية حلقاته خلال شهر رمضان الماضي، والفائزة بجائزة أحسن دور نسائي بالمهرجان الدولي للفيلم الأمازيغي إسني ن وورغ 2015 ، تعتبر من الوجوه الفنية المعروف والتي دخلت بيوت المغاربة عبر الشاشة الصغيرة، حيث شاركت في العشرات من المسرحيات والمسلسلات والأفلام، وكانت أولى فرصة أتيحت لها هي “لهول ن دونيت” لحسن سرحان سنة 2006، وصقلت أدوارها بمجموعة من المشاركات في أعمال أخرى قبل أن تلتحق بمجموعة “تيفاوين”، هذه الأخيرة التي دخلت معها في أولى تجربة من خلال فيلم “زرايفا” لعبد العزيز أوالسايح سنة 2010، التجربة المكللة بالنجاح، والتي من خلالها أطلت على جمهور عريض، وقدمت فيها وجها جديدا جعلها تختار بعد ذلك الأدوار المتسمة بالهدوء مما يناسب طبعها.
كما كانت أولى تجارب خديجة امزيان المسرحية مع علي أوبلال في مسرحية “أمان مارور” سنة 2008، وأخرى مع لحسن سرحان بعنوان ” تالجوهرت” سنة 2008، ثم مسرحية ” لا اباون لا افراون” للمخرج عبد العزيز اوالسايح، وعاشت امزيان تجربة الشاشة الصغيرة من خلال إطلالتها على برنامج “تينوڭبا” سنة 2014، ومشاركة في العديد من المسلسلات الرمضانية.