الألباب المغربية – مصطفى طه
ترأس وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، اليوم الاثنين 03 يونيو 2024، بأكادير، أشغال الدورة الأولى لمجلس إدارة المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لسوس ماسة، برسم سنة 2023، وذلك بحضور والي جهة سوس ماسة – عامل عمالة أكادير إداوتنان، سعيد أمزازي، ورئيس الغرفة الفلاحية لجهة سوس ماسة، يوسف جبهة، والكاتب العام لعمالة إقليم تارودانت، والنائبة الأولى لرئيس مجلس جهة سوس ماسة، كما شهد الاجتماع حضور رؤساء وممثلي المجالس الإقليمية لأكادير اداوتنان، واشتوكة أيت باها، وتارودانت، و‘نزكان أيت ملول، وباقي أعضاء المجلس الإداري.
وفي مستهل كلمته الافتتاحية، ذكر الوزير بالمكانة الهامة التي تحظى بها جهة سوس ماسة في إطار استراتيجية الجيل الأخضر، باستثمار إجمالي بحوالي 24.6 مليار درهم، يضم المخطط الفلاحي الجهوي إنجاز 234 مشروعا لفائدة 320.000 فلاح، وسيمكن من توفير حوالي 51 مليون يوم عمل.
وفي سياق متصل، تطرق الوزير صديقي إلى الظرفية المناخية الاستثنائية التي تتسم بقلة التساقطات المطرية بالجهة وانعكاساتها على الأنشطة الفلاحية، مستحضرا برامج الوزارة لدعم سلاسل الإنتاج الحيواني والنباتي والمحافظة على القطيع والمغروسات.
وصلة بالموضوع، قدم نور الدين كسى، مدير المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لسوس ماسة، عرضا مفصلا تمحور حول ثلاثة نقط أساسية، تمثلت في عرض حصيلة المنجزات التقنية والمالية برسم سنة 2023، وإبراز وضعية تنفيذ ميزانية سنة 2024، إضافة إلى تقديم آليات التدبير والحكامة المعتمدة داخل المؤسسة.
وأطلع المدير أعضاء المجلس الإداري على وضعية سلاسل الإنتاج النباتي والحيواني خلال الموسم الفلاحي 2023-2024 وعلى الخطوط العريضة لبرنامج الري وإعداد المجال الفلاحي المندرجة ضمن البرنامج الوطني للاقتصاد في مياه الري وبرنامج الري الصغير والمتوسط (الشطر 3) وبالمناطق الجبلية، بالإضافة الى صيانة التجهيزات الهيد وفلاحية بالأحواض المسقية.
كما استعرض برنامج القطاع الفلاحي والتدابير المتخذة للتخفيف من آثار الزلزال بإقليم تارودانت وبرنامج التخفيف من نقص التساقطات المطرية على قطيع الماشية وسلاسل الإنتاج الفلاحي بالجهة.
وخلال هذا الاجتماع، قدم يوسف جبهة، رئيس الغرفة الفلاحية لجهة سوس ماسة، بتسريع إنجاز محطة تحلية مياه البحر لسقي كل من سهل وحوض سوس.
كما قال يوسف جبهة بخصوص المشروع الملكي لتعميم الحماية الاجتماعية، على أنه ثورة اجتماعية لبناء لبنات مؤسسي سيوفر الحماية لكافة المواطنين وصيانة حقوقهم، ومن خلالها أكد على ضرورة إيجاد صيغة لدمج الفلاحين الصغار، الغير قادرين على أداء الاشتراكات ضمن الفئة المستفيدة مجانا من التغطية الصحية الإجبارية.
وأبرز رئيس الغرفة الفلاحية لجهة سوس ماسة المذكور إلى الأهمية التي تشكلها الطاقة الشمسية في التخفيف من العبء الطاقي عن الفلاحين، وبالتالي أصبح من الضروري دمجها في إطار صندوق التنمية الفلاحية، وذلك لأهمية جمعيات مستعملي المياه المخصصة للأغراض الزراعية في الإنتاج وتدبير مياه السقي، لهذا يجب إيجاد صيغة تمكن من إتمام مشاريع تجهيزها بالري الموضعي أمر أساسي.
وفي ختام كلامه، أشاد يوسف جبهة، بمجهودات المتدخلين الجهويين، وذلك من خلال تنفيذ المشاريع أو تدبير المعيقات.
وفي معرض رده، أكد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، أن تدبير تحدي الموارد المائية يشكل أولوية كبيرة، وفي هذا الصدد فإن الاختيار وقع على سيناريو تزويد تيزنيت، وتارودانت من مياه البحر المحلاة، انطلاقا من محطة واحدة تبلغ طاقتها الإنتاجية 350 مليون متر مكعب سنويا، هذا المشروع يحظى بأولوية قصوى من طرف الحكومة.
وأضاف صديقي، أنه بالنسبة لدعم التجهيز بالطاقة الشمسية، فإن الوزارة تسير في اتجاه إيجاد الصيغة المناسبة والمشجعة لضمان استفادة أكبر للفلاحين، هذا من جهة.
من جهة أخرى، سجل أعضاء المجلس الإداري تحقيق المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لسوس ماسة لقفزة نوعية في الحكامة بإنجاز حصيلة تقنية ومالية استثنائية وغير مسبوقة برسم سنة 2023.
ففيما يخص المنجزات التقنية، همت على وجه الخصوص مواصلة إعداد المجال الفلاحي وتحسين مردودية شبكة الري من خلال البرنامج الوطني للاقتصاد في مياه الري إذ بلغت المساحة الإجمالية المجهزة بالري الموضعي 114.570 هكتار.
كما قام المكتب بمتابعة صيانة وعصرنة التجهيزات الهيدروفلاحية، وإصلاح أحواض السقي الصغير والمتوسط بالمناطق الجبلية بالإضافة الى تنزيل برنامج تنمية سلاسل الإنتاج النباتي والحيواني ودعم التنمية الفلاحية، إذ بلغ إنتاج الحوامض 429.000 طن والبواكر 1.934.895 طن (65٪ من صادرات الحوامض و86٪ من صادرات البواكر على الصعيد الوطني برسم الموسم الفلاحي 2023-2024).
وفيما يتعلق بتنفيذ الميزانية، فقد تمكن المكتب الجهوي خلال سنة 2023 من تسجيل مؤشرات إيجابية أبرزها تحقيق 100٪ كنسبة الالتزام و97٪ كنسبة الأداء فيما يتعلق بتنفيذ ميزانية الاستثمار، ونسبة 100٪ فيما يخص ميزانية التسيير. وبخصوص استخلاص ديون مياه السقي الجارية للمكتب، فقد وصلت نسبة التحصيل 98٪ وذلك بفضل اعتماد مقاربة تواصلية وتشاركية مع المعنيين، عبر حملات تحسيسية بأهمية الأداء، بتعاون مع الغرفة الفلاحية الجهوية لسوس ماسة والهيئات المهنية المنتخبة.
كما تم تقديم الانجازات التقنية التي همت المشاريع المبرمجة في إطار استراتيجية الجيل الأخضر 2020 – 2030 وأهم المشاريع الأفقية التي توجد طور الإنجاز. حيث قدمت معطيات تخص الركيزتين الأولى والثانية كما يلي:
فيما يخص الركيزة الأولى الخاصة بأولوية العنصر البشري، يتعلق الأمر بعدة مشاريع تهم المحاور التالية:
- التأمين الفلاحي للحبوب لمساحة تناهز 5.550 هكتار برسم الموسم الفلاحي 2023-2024؛
- الحماية الاجتماعية للفلاحين حيث تم تسجيل 108.326 فلاحا بصندوق الضمان الاجتماعي؛
- خلق جيل جديد من المقاولين الشباب في القطاع الفلاحي عبر تثمين الأراضي الجماعية على مساحة تناهز 5.087 هكتارا؛
- خلق جيل جديد من التنظيمات الفلاحية من خلال إحداث ومواكبة وتأطير أزيد من 560 تنظيم مهني وتمويل عدة مشاريع مذرة للدخل؛
- خلق جيل جديد من مشاريع التجميع حيث تم إعطاء الانطلاقة ل 4 مشاريع جديدة للتجميع تخص سلاسل البواكر والحوامض وبرمجة 6 مشاريع؛
- خلق جيل جديد من آليات المواكبة، من خلال تأطير الفلاحين ودعمهم في إعداد المشاريع وكذا إنجاز مشاريع الفلاحة التضامنية، تهم بالخصوص سلسلة الأركان والصبار.
فيما يخص الركيزة الثانية الخاصة باستدامة التنمية الفلاحية، يتعلق الأمر بعدة مشاريع تهم المحاور التالية:
- تعزيز سلاسل الانتاج الفلاحي وذلك من خلال مواصلة جهود الاستثمار في إطار صندوق التنمية الفلاحية بالإضافة الى دعم أغراس الأشجار المثمرة والتحديد الجغرافي للطماطم وإحصاء بساتين الحوامض؛
- اعتماد قنوات توزيع عصرية وفعالة، ويتعلق الأمر بإحداث منصة تسويق المنتجات الفلاحية في إطار شراكة مع وزارة الداخلية ووزارة الصناعة ومجلس جهة سوس ماسة؛
- اعتماد الجودة والابتكار والتكنولوجيا الخضراء حيث تم إطلاق مشروع الري الذكي بمنطقة سوس ماسة وترقيم قطيع الأبقار والأغنام والماعز.
- اعتماد فلاحة ناجعة ومقاومة للتغيرات البيئية ويتعلق الأمر بعدة مشاريع تهم قطاع مياه السقي أهمها:
- مواصلة برامج تعبئة واقتصاد مياه السقي عبر توسيع محطة تحلية مياه البحر بشتوكة؛
- مواصلة برنامج عصرنة الري الصغير والمتوسط لحوض أولوز على مساحة 4486 هكتار؛
- انطلاق مشروع مرونة واستدامة السقي؛
- تتبع المشاريع المنجزة في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص؛
- مواصلة التحويل الجماعي للري بالتنقيط في إطار البرنامج الوطني لاقتصاد مياه الري؛
- إنجاز مشروع تشجيع الطاقات المتجددة على مساحة 750 هكتار وبرمجة 1400 هكتار.
وبالنسبة لأهم البرامج والمشاريع الأفقية المنجزة وفي طور الإنجاز، نخص بالذكر عدة مشاريع منها:
- استصلاح أزيد من 25 كلم من المسالك القروية بالمناطق الجبلية في إطار صندوق التنمية القروية؛
- إنجاز برنامج التخفيف من نقص التساقطات المطرية حيث تم توزيع 76.000 قنطار من الشعير المدعم لفائدة أزيد من 17.570 كساب و560.600 قنطارا من الاعلاف المركبة لفائدة أزيد من 53.636 كساب وتوزيع 180 من الصهاريج البلاستيكية لفائدة الجماعات الترابية بالجهة. كما تم توزيع 13.000 طن من الأسمدة الآزوطية المدعمة لفائدة 4000 مستفيد.
كما تم تقديم شريط يعرض أهم المحطات والمنجزات المتعلقة بالتنمية الفلاحية بجهة سوس ماسة وكذلك الإجراءات المتخذة للتخفيف من آثار الزلزال بإقليم تارودانت.
وبعد مناقشة مختلف إنجازات المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لسوس ماسة، قام المجلس الإداري بالمصادقة على حصيلة أنشطته فضلا عن فحص حسابات السنة المالية المنصرمة 2023 والتي تم اعتمادها دون أي تحفظ من قبل مدقق الحسابات.
وفي ختام أشغال المجلس الإداري، أشاد الوزير بالإنجازات التقنية والمالية التي حققها المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لسوس ماسة وهنأ إدارة المكتب وجميع الأطر على الأداء الذي تم تحقيقه، وأكد على ضرورة تظافر جهود جميع المتدخلين من أجل التنزيل الأمثل للمخطط الجهوي لاستراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030 على صعيد جهة سوس ماسة.
حري بالذكر، أنه بعد انتهاء أشغال المجلس الإداري، قام الوزير صديقي، والوفد المرافق له بزيارة لعدد من المشاريع المنجزة، من طرف المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لسوس ماسة، بكل من جماعتي “إمسوان”، و”أورير”، تخص تربية دجاج المزرعة، و تثمين المنتوجات المحلية، فضلا عن السقي الصغير والمتوسط.