الألباب المغربية/ محمد خلاف
استولى على الساحة السياسية ب”لاربعا” دخلاء متطفلون، اقتحموا المجال السياسي عنوة، سندهم وجه صفيق، وصنطيحة، ووقاحة مبالغ فيها.
لقد اختلط الحابل بالنابل، وأصيبت “لاربعا” بتخمة سياسية ساقطة، جعلتها أسيرة تسيير ينتج الرداءة، ويجنح إلى الزيف والبطلان، يركن الى الاستفزاز والتهريج، وإشاعة اليأس والنزعة التشاؤمية، وزرع بذور التشكيك لدى المواطن بذل بناء الثقة، بوجوه لا تخاف إطار ربط المسؤولية بالمحاسبة…….
هذا الواقع، وباسم السياسة، فتح الباب على مصراعيه أمام أشباه الرجال، وغدا الرويبضة يصول ويجول في الشوارع، لإصدار قرارات لا هي في دائرة اهتمامته أو معارفه، بل تتجاوز حدود إدراكه وفهمه، يمررون فتاوى في العلم والثقافة، والفكر والفن، والطب والسياسة، وقضايا المجتمع…. هم أشخاص غير مؤهلين، لا يعرفون حدودا لأنفسهم…..
تسيير لسنوات كله سلبيات، يشتغل بدون تخطيط وتنظيم، يفتقد للمصداقية والشفافية في إبرام الصفقات، تطوقه العشوائية أينما حل وارتحل، يسعى إلى التبضع من دماء الساكنة باستعمال النصب والاحتيال، والعنف وإضعاف منسوب المواطنة…..
لكن، أليس للمدينة رب يحميها ؟…..
إن هذا التسيير، والذي يمكن أن أسميه تسيير الݣاميلة والغنيمة، جعل المواطن يحتار ويتساءل عن وجود معارضة من عدمها، وعن مصير تقارير تفتيش المجلس الأعلى للحسابات، وعن مصير استنطاقات الفرقة الوطنية للشرطة القضائية….
قد لا نميز بوضوح ب”لاربعا” بين الأغلبية (الموالاة) وبين المعارضة، فالأغلبية لا تمارس مهامها وفق أي برنامج سياسي واضح. وليس هناك أي وفاء به، أما المعارضة فهل فعلا تراقب مختلف الخطوات العملية في تطبيق البرنامج المتعاقد عليه بين الأغلبية وبين المدينة إن وجد أصلا !! وهل فعلا تمتلك المعارضة «البرنامج البديل»، دون (وضع العصا في الرويضة لأشياء من حتى؟؟)، وهل هناك تسيير مشترك ومتقاسم بين الأغلبية وبين المعارضة؟؟ بمعنى هل هناك توافق ما حول برنامج مشترك؟؟؟.
فالمعارضة والأغلبية رؤيتان غير واضحتان ب”لاربعا”… لا نعلم هل هناك مساهمة فعلية في صياغة برنامج متفاوض عليه أساسه النزاهة، أم أن كواليس أخرى أساسها غير مفهوم هي المسيطرة ؟ أم أن عدد الضحايا ب”لاربعا” غير معروف مادام القتلة متفقين فيما بينهم….
متى تنعم المدينة برؤية استراتيجية واضحة ؟ هل يمكن الحديث بالمدينة عن غباء سياسي ذكي أم تواطؤ مقيت… من قبل البعض ممن يدعي النضال
التواطؤ ب”لاربعا” له تعريف خاص دون ذلك في معاجم اللغة، فهو مجموعة ممارسات وأنشطة غير مكشوفة تنطوي على أضرار واضحة وعديدة مع العلم المسبق بذلك والتظاهر بعكس ذلك. ويعني ذلك أن بنية التواطؤ هنا تعتمد على المصالح الخاصة جدا، بغض النظر عما يصيب المدينة ككل من أضرار.
بجانب التواطؤ، فإن الإصرار على الخداع واضح من أجل الكسب الشخصي والإثراء، وهناك تآمر واضح على الفساد، لأن أخطر عيب في البشر ؟ أنهم ليسوا ملائكة، وهذه هي أيضاً أهم ميزة في كثير من بعض البشر هنا…. وإلى المواطن أقول ما قاله تشي غفارا ( التغيير ليس بتفاحة تسقط عندما تنضج، عليك أنت أن تجبرها على السقوط).
وخير ختم قوله تعالى في كتابه العزيز:
(قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِىَ إِنَّ ٱلْبَقَرَ تَشَٰبَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّآ إِن شَآءَ ٱللَّهُ لَمُهْتَدُونَ)