الألباب المغربية/ نورا شريمي
الفنانة المغربية سهام أسيف التي استطاعت أن تجمع بين عالم الفن وعالم العمل الجمعوي، تعد من الشخصيات المميزة التي أضاءت الساحة الفنية المغربية ببصمتها الخاصة، على الرغم من أن الجمهور المغربي عرفها من خلال عدة أعمال سينمائية وتلفزيونية، إلا أن اسمها أصبح معروفًا أيضًا في مجال العمل الاجتماعي من خلال المبادرات التي قادتها وأثرها الإيجابي في المجتمع.
سهام أسيف، التي استقرت بمدينة طنجة، كانت تحلم منذ فترة طويلة بأن تكون لها بصمة في المجتمع من خلال العمل الجمعوي، هذه الرغبة تحققت على أرض الواقع، عندما قررت تأسيس جمعية أشقار للتنمية والثقافة في المدينة. كان الهدف من إنشاء الجمعية دعم وتنمية الثقافة في المنطقة، بالإضافة إلى تقديم المساعدة الاجتماعية للمحتاجين.
لقد كانت جمعية أشقار تحت قيادة سهام أسيف بمثابة منارة للخير، حيث اهتمت بتطوير المشاريع الثقافية والفنية، ورفعت شعار العطاء والمساهمة في تحسين جودة الحياة. أصبح لهذه الجمعية مكانة بارزة في وسط مدينة طنجة، وصار لها دور كبير في تطوير الأنشطة الاجتماعية والثقافية التي استفاد منها العديد من سكان المنطقة.
فقد حرصت سهام على أن تقدم خدمات متنوعة تعود بالنفع على المجتمع، فإلى جانب مشاريع الجمعية، كانت تهتم بشكل كبير في دعم الفئات الهشة.
ومع كل هذه الجهود التي بذلتها في المجال الجمعوي، لا يمكن أن نغفل عن موهبتها الفنية، حيث قدمت العديد من الأعمال السينمائية ولتلفزيونية التي أحبها الجمهور المغربي، لتثبت نفسها كفنانة مبدعة في هذه المجالات، لكن في الآونة الأخيرة، لاحظ متابعوها غيابها عن الساحة الفنية، مما أثار بعض التساؤلات حول هذا الانقطاع، إلا أن سهام أسيف أكدت في تصريحات سابقة أن اهتمامها المتزايد في العمل الجمعوي هو ما جعلها تبتعد عن الساحة الفنية لبعض الوقت، مشيرة إلى أنها تظل ملتزمة بأهدافها الإنسانية، ولا تمانع في العودة إلى الفن حينما تشعر بأن لديها الأعمال التي تستحق المشاركة.
ورغم غيابها الفني الظاهري، إلا أن سهام أسيف تبقى رمزا للمثابرة والإبداع في أكثر من مجال، وتستمر في تقديم الخير والعطاء عبر جمعية أشقار، مما يعكس عمق التزامها تجاه وطنها ومجتمعها. في الختام، يبقى اسم سهام أسيف محط تقدير واحترام سواء في المجال الفني أو الجمعوي، إذ استطاعت أن تجمع بين شغفها بالفن وحبها للخير والعطاء، محدثة بذلك فارقا حقيقيا في المجتمع.