الألباب المغربية/ أحمد زعيم
استنكر العديد من الفعاليات الجمعوية والحقوقية حجم الفساد وهدر المال العام، الذي تناولته بعض الجرائد حول تصريحات بعض المقاولين المكلفين من بعض الشركات الفائزة بصفقات المجلس الجماعي السابق حسب تحقيقات الفرقة الوطنية للشرطة القضائية أثناء أبحاثها، كتصريحات المقاول الذي حصل على الأشغال من الشركة التي نالت صفقة تهيئة الجماعة الترابية لمدينة الفقيه بن صالح، والذي أكد عدم إنجاز أشغال حفر تتعلق بحفر أراضي صخرية حسب دفتر التحملات الصفقة والتي تم تفويتها، وتمكين الشركة من مبالغ مالية خيالية على أشغال غير منجزة (200 درهم للمتر مكعب للحفر بأراضي صخرية:(200 درهم للمتر المربع لإنجاز الإسمنت المسلح “B3” بكمية 5358,7 أمتار مربعة).
هذا بالإضافة إلى صفقة اجتثاث أشجار الحامض والكاليبتوس، بمبلغ مالي باهظ، الذي قدر بأكثر من 243 مليون سنتيم، الأمر الذي أثار غضب الساكنة، حسب ما تداولته بعض مواقع التواصل الإجتماعي الذين عبروا عن سخطهم وغضبهم عن اقتلاع هذه الأشجار التي كانت تعتبر مفخرة، وإرثا تاريخيا، وطبيعيا… بالمدينة التي لم تفلت أشجارها من جشع ناهبي المال العام، واعتبروها جريمة بيئية، وإبادة ممنهجة لهذه الثروة الطبيعية.
وفي السياق، صرح الحقوقي والمستشار السابق الميلودي الرايف قائلا:
“تم نفض الغبار على ملف من الملفات الحارقة التي يتابع فيها الرئيس السابق محمد مبديع.. يتعلق الأمر بإقتلاع الأشجار.. هذه العملية الإجرامية أولا في حق البيئة.. ثانيا المبلغ المخصص الذي يسائلنا كمتتبعين (243) مليون سنتيم….، مبلغ مبالغ فيه جدا.. ثم أليس من العار إقتلاع أشجار كانت تطفي جمالا ورونقا على مداخل المدينة ؟ أليس من العار اقتلاع أشجار عمرها أزيد من 100 سنة ؟ أليس من العار اجتثاث وإقتلاع أشجار في الوقت الذي نجد جماعات ترابية تشجع على عملية التشجير؟.. ثم سجلنا مؤخرا إضافة إلى إقتلاع الأشجار جرائم أخرى أبشع وأخطر، ألا وهي إحراق أشجار كانت بالأمس القريب تشبه منطقة “إفران” حتى سميت بإفران لغرض الإستحواذ على الأراضي بالطرق الشيطانية… أشجار تتعرض للإحراق وأخرى للإسترزاق عن طريق النفخ في فاتورة الإقتلاع…، إننا نطالب بفتح تحقيق في كل الملفات التي استنزفت الملايير وهي كثيرة: مشاريع دراسات.. صفقات…، أي الإجرام في حق البشر والشجر والحجر؟.