الألباب المغربية / حفيظ صادق
في آواخر الثمانينات، اجتمع شباب مدينة الصويرة بحماس وأمل لتنظيم مهرجان يعكس تراثهم العريق، مهرجان كناوة. قاد هؤلاء الشباب جمعية تأسست بفضل جهودهم، أبرزهم حسن صبري، محمد العطاوي، والراحل عبد الكريم علام.
كانت رؤيتهم واضحة وبرنامجهم محدد: بدءًا بمهرجان محلي ثم توسعته إقليمياً ووطنياً، وصولاً لاستضافة فرق كناوة من إفريقيا.
تمخضت جهودهم الأولى عن اجتماع موسع بقاعة العمالة، حيث حضر العديد من شخصيات المجتمع المدني والجمعيات الثقافية والرياضية، تحدث حسن صبري، الشاب المثقف آنذاك، عن أهداف الجمعية وخصوصاً الاهتمام بتراث كناوة، حيث أكد على خطة الجمعية التي تضمنت تنظيم مهرجان كناوة محلي في السنة الأولى، يليه مهرجان جهوي في السنة الثانية، ثم مهرجان وطني في الثالثة، وأخيراً دعوة فرق كناوة من دول إفريقية في السنة الرابعة.
تتواجد حتى اليوم وثائق وأرشيف وصور تثبت هذه الجهود، كما يشهد العديد من النساء والرجال الذين عاصروا تلك الفترة على من هم أصحاب فكرة تنظيم مهرجان كناوة الحقيقيين، ومن المؤلم أن يُسرق هذا التراث، حيث أُعطيت فكرة وبرنامج المهرجان لشخص آخر، واستحوذ على الفكرة جهات لم تشارك في تأسيسها.
وللتذكير، شهدت مقهى فرنسا في تلك الفترة لقاءات متعددة لأعضاء الجمعية، حيث ناقشوا الخطط والتجهيزات للمهرجان، ومن بين الشخصيات البارزة التي دعمت الفكرة جورج لابصاد والأستاذ عبد الكبير النمير والممثل المسرحي محمود مانا والمدرب الراحل ولد موسى. كما نُشرت مقالات في الجرائد الوطنية آنذاك تتحدث عن الاستعدادات الجارية لتنظيم مهرجان كناوة مستقبلا بالصويرة .
لا يمكننا أن نغطي الشمس بالغربال، الحقيقة واضحة، ومن يحاول سرقة فكرة مهرجان كناوة، كان في تلك الفترة مجرد متعلم نجار في الدار البيضاء، بينما كان الرواد الحقيقيون يعملون بجد لإحياء تراث مدينتهم.