الألباب المغربية
انطلقت أمس الجمعة 10 ماي 2024 بالصويرة، أشغال الدورة السابعة للمؤتمر الدولي للأركان المنعقد تحت شعار “شجرة الأركان في مواجهة التغير المناخي”، بحضور مسؤولين حكوميين وممثلي المؤسسات الدولية وباحثين ومهنيين.
ويهدف هذا المؤتمر الدولي المقام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على مدى ثلاثة أيام، إلى التفكير في التطورات الملحوظة وتأثير تغير المناخ على سلسلة الأركان خلال العقد الماضي.
وأشاد مستشار جلالة الملك، ورئيس مؤسسة محمد السادس للبحث والحفاظ على شجرة الأركان، أندري أزولاي، في كلمة افتتاحية، بالجهود التي بذلتها كافة الأطراف المعنية لتشجيع صناع القرار على الاستغلال الأمثل لإمكانيات سلسلة الأركان، مؤكدا على أهمية حماية استخدامها والحرص على سير هذه الدينامية في إطار منتظم.
وذكر أزولاي، بأنه بفضل ريادة المغرب وقوته الناعمة، أصبحت شجرة الأركان تتمتع الآن بشهرة عالمية وضمن قوائم التراث المادي وغير المادي للإنسانية، داعيا إلى تكثيف الجهود والتعاون لمواجهة التحديات المستمرة، مع الاستغلال الكامل للمؤهلات الاقتصادية والثقافية لهذه السلسلة العريقة.
من جانبه، ركز وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، على مختلف الاستراتيجيات والبرامج المتنوعة التي وضعتها الوزارة من أجل تعزيز سلسلة شجرة الأركان، مشيرا إلى أنه في إطار “مخطط المغرب الأخضر”، تمت إعادة تأهيل أكثر من 164 ألف هكتار من مساحة الغابات في إطار نهج تشاركي مع أصحاب الحقوق، كما تمت زراعة 10 آلاف هكتار من أشجار الأركان.
وأكد على أن “شجرة الأركان تلعب دورا حاسما في الحفاظ على التوازن البيئي بإقليم الصويرة وتشكل عاملا أساسيا بالنسبة للمرأة القروية في كسب رزقها”، مبرزا أن “الجهود ستتواصل لدعم تنمية الأركان”، وذلك في إطار تنفيذ استراتيجيتي “الجيل الأخضر” و”غابات المغرب”، وفقا لأهداف النموذج التنموي الجديد، من أجل مغرب مستدام يهتم بالحفاظ على موارده.
من جهته، أشار عامل إقليم الصويرة، عادل المالكي، إلى الالتزام القوي لجميع الأطراف المعنية تجاه كافة المبادرات الرامية إلى النهوض بسلسلة الأركان، مؤكدا أن الإقليم الذي يضم حوالي 155 ألف هكتار من أشجار الأركان، يبرهن من خلال هذا المؤتمر على مشاركته الكاملة في عملية تطوير وتثمين هذا المورد الثمين.
أما السفير، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة بنيويورك، عمر هلال، فأشار في كلمة عبر تقنية الفيديو، إلى أن موضوع هذه الدورة يجسد الدور الكبير لشجرة الأركان باعتبارها أداة للصمود في مواجهة تغير المناخ، داعيا إلى توحيد جهود جميع الشركاء الدوليين من أجل التوصل إلى حلول مستدامة قادرة على الحفاظ على هذا التراث الفلاحي والثقافي الفريد في العالم.
بدورهم، أعرب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، دينيس فرانسيس، والمدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، شو دونيو، ومساعد المدير العام للثقافة في منظمة اليونسكو، إرنستو أوتون راميريز، الذين تحدثوا أيضا إلى المشاركين عبر تقنية الفيديو، عن دعمهم لطموح المملكة في تعزيز الحفاظ على شجرة الأركان وتثمينها، كمورد طبيعي قديم ومستوطن بالمغرب.
إثر ذلك، تابع الحضور عرضا مفصلا قدمه المدير العام للمعهد الوطني للبحث الزراعي، فوزي البكاوي، استعرض خلاله آثار تغير المناخ على نمو شجرة الأركان وتوزيعها الجغرافي واستدامتها، بالإضافة إلى استراتيجيات التكيف والمحافظة على هذه الشجرة.
وتخلل الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، الذي يتزامن مع الذكرى الرابعة لليوم العالمي لشجرة الأركان الذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في فبراير 2021، توقيع اتفاقيات إطارية بين الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان ومعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة.
وفي تصريح للصحافة بهذه المناسبة، أوضحت المديرة العامة للوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، لطيفة يعقوبي، أن هذه الاتفاقيات الإطارية تهدف إلى تشجيع البحث العلمي والابتكار في شجرة الأركان، بالإضافة إلى تعزيز الابتكار والقيمة المضافة العالية لمنتجات الأركان.
ويشكل هذا المؤتمر المنظم من طرف الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان بشراكة مع وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات فضلا عن المعهد الوطني للبحث الزراعي، إلى غاية 12 ماي الجاري، فرصة لالتئام المجتمع العلمي الوطني والدولي لتعزيز التنمية المستدامة لسلسلة الأركان.
ويتضمن برنامج هذا الحدث العلمي الكبير ندوات وموائد مستديرة وورشات عمل، بالإضافة إلى زيارات ميدانية للتعاونيات المحلية، مما يسمح للمشاركين بتعميق فهمهم لمختلف جوانب سلسلة الأركان، وتبادل المعرفة والخبرات، مع استكشاف الممارسات والتحديات الميدانية.
تحرير: مصطفى طه