الألباب المغربية
مما لا شك فيه أن السمارة تشهد طفرة رياضية كبيرة منذ تولي مولاي ابراهيم شريف زمام الأمور بجماعة السمارة، فرغم الإكراهات المادية التي تعيشها الجماعة و المشاريع التنموية المفتوحة التي يتم الترافع عنها لتطوير البنية التحتية إلا أن مولاي إبراهيم يكرس حيزا كبيرا من وقته لتلبية احتياجات الشباب وخاصة في المجال الرياضي.
فبتوجيهات منه، يتم على رأس كل سنة تنظيم دوري رمضاني يرمي إلى تشجيع النشاط البدني خلال الشهر الفضيل، يستهدف أكثر من 2229 مستفيداً من مختلف الفئات العمرية و الاجتماعية، وتتضمن فعاليات هذا الدوري تنظيم عدة أنشطة موازية في 19 ملعباً مختلفاً، من بينها الملاعب المعشوشبة والمبلطة و الترابية، تؤطرها 31 جمعية رياضية مكونة من 219 فريقا، والتي تستمر مدتها طيلة أيام رمضان بهدف توفير فرص لممارسة مختلف الألعاب الرياضية.
و سعيا منه لتحفيز الفرق الرياضية، قدم مولاي إبراهيم الدعم اللازم للفئات الكبرى والصغيرة من خلال توفير الملابس الرياضية و التجهيزات الأساسية، على اعتبار أن الرياضة حق من حقوق الإنسان الأساسية و مدرسة لترسيخ قيم العيش المشترك، استطاع الرئيس المذكور من خلال المجلس الجماعي تحمل مصاريف نقل الفرق الممارسة في القسم الممتاز مما يسهم في تعزيز مشاركتها في البطولات والدوريات الجهوية و الوطنية.
كما أولى المسؤول الجماعي أهمية كبرى لتدبير المرافق الرياضية، حيث تم توفير 3 ملاعب بعشب اصطناعي و 11 ملعب مبلط و09 ملاعب رملية، حيث تتكفل مصالح الجماعة بالقيام بأشغال صيانة الملاعب و الحراسة و الحفاظ على النظافة و توفير كل المستلزمات الضرورية حتى تكون في مستوى تطلعات الشباب و الارتقاء بالمجال الرياضي.
وعلى هذا النحو، أصبحت السمارة تتوفر على عدة فرق محلية تلعب بالعصبة و البطولة الوطنية ، حيث يشارك فريقان في قسم الهواة و أربعة فرق في القسم الممتاز، منهم فريق نسائي. ولا يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل هناك أيضًا تواجد ستة فرق تنافسية في القسم الشرفي.
وبالنسبة للفئات العمرية الصغيرة، تمارس 12 جمعية رياضية تحت لواء عصبة الصحراء، بما في ذلك فريق نسائي ، بالإضافة إلى 6 فرق للأحياء المختلفة، بهدف تشجيع النشاط الرياضي في كل جزء من أرجاء الإقليم، و 16 فريقاً يمثل المصالح الخارجية، إضافة إلى 14 فريقاً يمثل المهنيين و الحرفيين، مما يبرز التنوع و التميز في المشهد الرياضي بالسمارة.
وعملا منه على اكتشاف المواهب، قام مولاي ابراهيم شريف رئيس جماعة السمارة بإرسال دفعة من المواهب الشابة التي تم اختيارها لتمثيل مدينة السمارة بالعيون، وذلك ضمن برنامج مواهب رياضية المنظم من طرف الجامعة الملكية لكرة القدم بالعيون. وتأتي جهود الجماعة في هذا السياق ضمن سياستها الرامية إلى دعم الرياضة و الرياضيين بمختلف أعمارهم.
لا يقتصر دور الرياضة في السمارة على المسابقات و البطولات، بل يتجاوز ذلك ليشمل الحياة الاجتماعية و الثقافية، إذ سبق للمجلس الجماعي أن قام ببث مباريات المنتخب الوطني في كأس العالم بقطر مباشرة عبر شاشة عملاقة، وذلك لتمكين الجماهير من متابعة و دعم أسود الأطلس في مشوارهم الرياضي العالمي الغير المسبوق في تاريخ كرة القدم المغربية و العربية و الإفريقية.
وفي سياق مماثل، و بتوجيهات مباشرة من رئيس الجماعة، قامت مصلحة الشؤون الرياضية و الثقافية بتزيين مداخل المدينة و الشوارع الرئيسية بلوحات إشهارية تعبر عن مدى الدعم و التأييد الجماهيري بمدينة السمارة للمنتخب.
وأخذا بعين الاعتبار الجوانب الهامة للدعم الذي قدمته جماعة السمارة للرياضة خلال هذا الشهر الفضيل، فقد تم خلال الموسم الجاري تأهيل 15 ملعبا بين مبلط و رملي و معشوشب لاستضافة الدوريات الرمضانية و توفير بيئة مناسبة لممارسة الرياضة خلال هذا الشهر الفضيل.
و لأول مرة تتم برمجة أزيد من 9 ملعب قرب بتوفير اعتمادات مالية بدعم من القطاعات الحكومية والمجالس المنتخبة، وهذا ليس بغريب عليه وهو يتقلد منصبا رياضيا كرئيس عصبة العيون لكرة السلة.
وفي هذا السياق، تم التوقيع على اتفاقيات شراكة مع العديد من الجهات، من بينها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، استنادا على تراكم الجهود المشتركة بينه و بين السيد حميد نعيمي؛ عامل إقليم السمارة – من خلال الترافع عن هذا الملف و الوقوف على فصوله حتى لحظة المصادقة عليه – و ذلك في إطار اتفاقيات شراكة مبرمة بين جماعة السمارة و الجامعة الملكية لكرة القدم، من خلال تأهيل ملعب” لحبيب حبوها “، مع تزويده بالعشب الاصطناعي، وهو الملعب الذي أطلق عليه اسم هذا الرجل الشهم الذي شكل شوكة في حلق المعمر و حصنا منيعا في وجه أعداء الوطن، حيث اشتغل آنذاك في صفوف القوات المسلحة الملكية، ليتقلد بعد تقاعده مهام العمل المدني كأول عامل على الإقليم .
كما أبرمت اتفاقية ثانية مع جهة العيون الساقية الحمراء في إطار البرنامج السياحي لإنشاء ثلاث ملاعب للقرب في الأحياء التي لا تتوفر على ملاعب، و تمكين الشباب من الولوج إلى الخدمات الرياضية لممارسة كرة القدم المصغرة، فضلا عن برمجة مسبحين مغطيين، أحدهما مخصص للنساء، إضافة إلى ملاعب أخرى.
كما يتم التحضير لتوقيع اتفاقية شراكة ثالثة مع وزارة التربية الوطنية و التعليم الأولي و الرياضة لإنشاء 6 ملاعب أخرى، بناء على زيارة المدير المركزي للرياضة للإقليم، حيت تم التدارس تمهيدا للانخراط في اتفاقية شراكة حيث قدم الملف للسيد الوزير المعني من طرف رئيس الجماعة أثناء زيارة هذا المسؤول السامي للإقليم.
وتهدف هذه الملاعب إلى تطوير القطاع الرياضي كجزء أساسي من التنمية.
وفي هذا الصدد، أكد مولاي إبراهيم، على أن القطاع الرياضي يحظى بنصيب وافر من اهتمامه و الذي يندرج ضمن الأوراش التنموية التي انخرط فيها المجلس الجماعي ، تنفيذا لتوجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله حيث يحرص جلالته على النهوض بهذا القطاع الذي يعتبر بحق رافعة أساسية للتنمية البشرية.
وأشار الرئيس، إلى أن العمل على هذه الملاعب جاء استجابة لحاجيات ساكنة الأحياء المجاورة التي لا تتوفر على ملاعب لكرة القدم المصغرة، كفضاء ينشط به الشباب والأطفال. وأوضح أن الفضل بالدرجة الأولى يعود للاهتمام الكبير للسيد العامل الذي يولي لقطاع الرياضة وهموم الشباب بصفة عامة عناية خاصة؛ من خلال توجيهاته المتواصلة وتدخلاته، و مواكبته على إخراج هذه المشاريع إلى حيز الوجود، علاوة على المقاربة التشاركية و الجهود المبذولة من طرف أعضاء المجلس الجماعي للسمارة .
ومن أبرز المشاريع التي يعمل عليها الرئيس هو مشروع إنشاء مركب رياضي جديد، مسيج يتضمن ملعباً بعشب اصطناعي و مرافق تدريب متكاملة، و مرافق صحية، كما يتوفر على مدرجات و مستودع لتغيير الألبسة و مكان لحفظ التجهيزات و مكان للحراسة، وهو ما يعكس التزامه بتوفير بيئة ملائمة لتطوير المواهب و تحقيق النجاح في مختلف المجالات الرياضية.
وتجدر الإشارة إلى أن السياسة التي تنهجها الجماعة في تعزيز الرياضة تتمثل في مجانية استغلال جميع الملاعب الرياضية التابعة لها لصالح الأندية و الجمعيات الرياضية، حتى يتسنى لها ممارسة أنشطتها الكروية بما فيها الفئات العمرية الصغرى و الكبرى مما يترجم روح التكافل و الترابط المجتمعي بهذا الإقليم العزيز.