الألباب المغربية/ علال بنور
نظمت الجامعة الوطنية للصحافة والإعلام والاتصال والنقابة الوطنية للصحافة ومهن الإعلام المنضويين تحت لواء الإتحاد المغربي للشغل بشراكة مع مركز التضامن الأمريكي، وهي هيئة تابعة لإتحاد عمال الولايات المتحدة الأمريكية، يومي 27 و 28 من شهر فبراير 2024، يومان تكوينيان للصحافيين المهنيين بأحد الفنادق بالدار البيضاء، أشرفت على التكوين السيدة كاتي، مسؤولة ومؤطرة بمركز التضامن، توزع التكوين في شق نظري حول موضوع التواصل، والشق الثاني من فرعين، صحافة الحلول والتواصل المرئي، أما الشق الثالث تمحور حول ورشات عملية، فيها تقديم تجارب صحفية من الحضور وتحليل نماذج من الفيديوهات القصيرة، ثم تسجيلات لفيديوهات قدمها الصحافيون حول سؤال: كيف غيرت النقابة حياتكم بمعنى ما هي القيمة المضافة التي نالها الصحافي من انتمائه النقابي؟
في صبيحة اليوم الأول، قدم السيد محمد الوافي عرضا وافيا ومستفيضا، حول التعريف بمركز التضامن باعتباره هيئة تابعة لإتحاد عمال الولايات المتحدة الأمريكية، مقرها بواشنطن ولها مكاتب بشمال افريقيا والمشرق العربي، كما تحدث السيد محمد الوافي عن تجربة الاتحاد المغربي للشغل في التكوين والنضال وهي تجربة وليدة حراك وسياق وطني منذ بداية الخمسينيات وبعد الاستقلال، اعتمد الاتحاد على إعلام جماهيري عبر قنوات الميدان والجرائد، التي كانت تحتضن أجود الأقلام.
كما أكد السيد الوافي، على أن الاتحاد، لم يكن تابعا لأي حزب، فالإعلام مستقل في الرأي بالرغم أنه تابعا تنظيميا للاتحاد. الاتحاد لم يفصل بين النضال الميداني والنضال الإعلامي، أنشطته مرتبطة بالطبقة العاملة، أدى ثمنها بالحجز وإغلاق مطبعته، وهي مضايقات في حق الإعلام الجماهيري. واستفاض في القول، عرف الاتحاد دينامية إعلامية منفتحة على العديد من القطاعات، كما أسس الاتحاد وبكل وعي ومسؤولية شبيبة عهد لها بتعويض الأطرالأجنبية مع الاستقلال كالمهدي بن بركة والمحجوب بن الصديق وغيرهم.
وهكذا، فالسياسة الإعلامية لم تكن منفصلة عن المشاكل والاختيارات، اهتم الاتحاد بعدة قضايا وطنية وجماهيرية، كقضية الإصلاح الزراعي. كما ظهر الاعلام المحلي المتعلق بالنقابة الخاصة بالعمال وقضاياها الاجتماعية والمعيشية، ولتطوير الإعلام النقابي، جلب الاتحاد أطرا وأقلاما صحافية لها وزنها، كما أسس دائرة وطنية للإعلام، عهد لها بربط شبكة من العلاقات، أطلق منشورا يوزع بالمجان على المناضلين، كما أنشأ موقعا الكترونيا لإيصال المعلومة للمناضلين.
أما المداخلة الثانية، للسيدة زغلول وهي باحثة في التواصل، ركزت في مداخلتها على أن قطاع التواصل لا يخص فقط النقابة والصحافة، بل له علاقة مع العديد من القطاعات، أصبح اليوم، التواصل الجيد والتمكن من آلياتها كضرورة ملحة، في ارتباطها بقضايا العالم لمواكبة التحولات في شكلها العام، كما وضحت، أن التكوين وتبادل التجارب وتعميق المعرفة لها أهمية في التواصل للتعرف على الجمهور لتحقيق أهداف مشتركة.
المداخلة الثالث للسيدة كاتي، ركزت على تملك وتعمق المعرفة، لها وظيفة أساسية، الفهم والتحليل خاصة أن العمال تمارس عليهم الضغوط والقهر من طرف لوبيات الشركات المتعددة الجنسيات، ولا حل لهم سوى الانتماء النقابي لحماية حقوقهم، لذلك، دعت المتدخلة على النقابات تطور آليات اشتغالها، تماشيا مع التطور السريع الذي تعرفه وحدات الإنتاج. كما تحدثت عن تجربتها كفاعلة اجتماعية وصحافية متمرسة، حيث تناولت العديد من القضايا في مقالاتها من السياسية إلى الاجتماعية، دفاعا عن الطبقة العاملة، فلها مساهمات في العديد من الجرائد.
أثارت السيدة كاتي موضوعا حول صحافة الحلول:
ميزت في مداخلتها، بين صحافة الحلول والتواصل المرئي والصحافة التقليدية وصحافة المنصات المرئية وصحافة جودة المقابلة. كما ركزت على أهمية التواصل أفقيا وعموديا من داخل مناضلي النقابة وبين نقابة الجمهور، ولم تحصر التواصل في المناضلين فقط، بل في تبادل التجارب والطرق لإيصال الأفكار، كما وضحت العلاقة بين المرسل والمرسل إليه وقناة التواصل، أحيانا يفرض على الصحافي خلع قبعة الصحافي وأخذ قبعة النقابي. طرح تسؤالا: من يستمع لرسائل النقابي؟ ولحصول التواصل ونفعيته، يلزم الوعي، أن أخطر مشكل يعترض الصحافي هو الوهم الشيء الذي يؤدي الى خلل في التواصل.
العمل بالأوراش:
ارتكزت الأوراش على عرض أشرطة قصيرة، تطرح قضايا اجتماعية ونقابية، أشارت السيدة كاتي قبل القيام بصياغة الرسائل، علينا أن نتعرف على هوية الفئة المخاطبة وتحديد خارطة الطريق عند الصحافي. كيف يسوق الخبر وما هي الفئة المستهدفة مع إعداد الحوار اللازم؟؟ كم أكدت على تحديد العلاقة بين المرسل (الصحافي) والمعلومة والمرسل إليه (الفئة المستهدفة). فالصحافي النقابي، من أدواره ليس فقط تقديم الخبر، بل الخروج إلى الميدان لمؤازرة المظلوم بشكل من الأشكال، ودوره كذلك، الاستقطاب والحملات الإعلامية لإيصال الفكرة والمعلومة، عبر توظيف وسائل التواصل الاجتماعي. ومن استراتيجية النقابة الاحتكاك الدورات التكوينية كآليات تقرب النقابي/الصحافي من العمال لإعطاء قيمة مضافة للنضال. ما هي سيمات الجمهور الموجه له الخطاب؟ تتحدد في اللغة ومستوى الخطاب ووسيلة الوصول إلى الجمهور. للتعرف على الجمهور يلزم الوقوف على مواطن الضعف والقوة، والأخذ بعين الاعتبار كيفية إيصال المعلومة إليه، كما يجب الابتعاد عن الرتابة والنمطية في الموضوع، بمعنى ضرورة التجديد، كذلك على الصحافي/ النقابي التعاطف مع المستهدف ومخاطبة عواطفه للإقناع ولم يبق كافيا الاستقطاب والدفاع عن قضاياه.
عرضت السيدة كاتي على الشاشة عدة قضايا، كان موضوع نقاش: – هرم “ماسلو” للاحتياجات- الأشياء التي حفز الجمهور- طريقة إيصال المعلومة للمخاطب بشكل جيد. يعتبر هرم ماسلو، تراتبية الأشخاص لها أهمية، في ارتباطها بالبعد النقابي وفرصة عمل لإشباع الحاجيات الفيزيولوجية والسلامة والأمن، كما يوفر الضمانات ويسعى لتنظيم بؤر المجموعات كما يضمن فرص الشغل في ظروف جيدة، ويطرح الهرم سؤالا: كيف ننظم الاحترام ونجعله متوافر في أماكن العمل؟ وما هي الأشياء التي تحفز الصحافي وتجعل الجمهور متحفزا ؟
الأشياء التي تحفز الجمهور:
أهمها الاقناع، وعلى الصحافي/النقابي أن يكون مطلعا على مشاكل الجمهور قبل إيصال المعلومة إليه، كما عليه أن يكيف وسائل التواصل مع المعلومة. ومن أدوار النقابة تنظيم الجمهور، لتسهيل عملية الاقتراب منه، مع طرح المطالب الملحة هي الأساس في الحوار، ومحاولة تصريفها عبر النضالات اليومية، مثلا: مشكل الأجور الذي أصبح قضية مركزية للعامل، وقضية الصحة، مع محاولة تقريب الخطاب بين المأجور وصاحب الإنتاجية. كل مخاطب للجمهور، يجب عليه مراعاة الانتماء والتخصص، بمعنى أن المتحدث، يجب عليه أن يكون على إلمام بثقافة الجمهور المستهدف.
طريقة إيصال المعلومة للمخاطب بشكل جيد:
- تحديد الفئة المستهدفة – الاطلاع على مستواها الثقافي وثقافتها – الاطلاع على وضعيتها النفسية والاجتماعية – خلق قنوات الاتصال النقابي مع الشباب الصحافي للاستقطاب – اعتبار قضية الثقة مسالة أساسية في التواصل – من المفروض على المرسل أن تكون له قوة الاقناع – من أدوار النقابة، الاطلاع على المشاكل والبحث عن حلول لها.
التواصل المرئي:
عرضت السيدة كاتي أشرطة قصيرة للمناقشة، تم التركيز على مشاكل العمال، كقضية التغطية الصحية، عكست الأشرطة الأحاسيس والانفعالات والمعاناة.
الصورة: تقوم بإيصال الفكرة الى جمهور واسع، المتعلم وغير المتعلم، بل تصل الصورة الى فضاءات أوسع وتتجاوز الحدود الجغرافية وجمهور متنوع، أما المقال والخبر المعتمد على المتن يكون وصوله للجمهور بطيئا وضعيف الانتشار بجمهور محدود، التسويق الإعلامي المرئي أكثر قوة في إيصال المعلومة، الفيديو يغنينا عن العديد من المقالات، نظرا لما يقدمه من نقط الارتكاز والعمق في المعنى. فالصورة أكثر ترسيخا في الذهن والذاكرة، أما المقال، معرض للنسيان أو على الأقل في بعض جوانبه.
يقولون إن الصورة أبلغ من ألف كلمة والتي أصبحت مبدأ عند جمهور الصحافيين المغاربة، بل وعند المدرسين الذين يستحضرونها أثناء العملية الديالكتيكية، فالمتتبع للخبر يتفاعل أكثر مع الصورة من التغريدة المكتوبة، نجد 90 % من المعلومات تأتي من المرئيات، فالمتتبع يتذكر الصورة أكثر من المتن في الصورة أهميتها في إيصال الرسالة، حيث ترسخ في الذهن بنسبة 65 %، وبذلك يكون التفاعل أكثر مع المقال أو الخبر إذا كان مرفقا بالصورة العاكسة لمضامين النص.
ومن المشاكل التي تعترض التقاط الصورة / الفيديو تنحصر بين قانونية الصورة والحق في تسويقها والسماح أو عدمه في التقاط الصورة في الأماكن الخاصة. أما عن الذكاء الاصطناعي، قالت السيدة كاتي معتبرة الذكاء الاصطناعي قاتلا في الولايات المتحدة لفرص الشغل بل قاتلا للإنسان.
عموما، إن الخطاب الصحافي المرئي يقوم على السرديات، التي تخاطب المشاكل، وهي ليست دائما، تعبر عن الحزن والبؤس والسلبية، بل فيها سرديات تخاطب العواطف، فهي تثير مشاعر التعاطف وتقرب وجهات النظر، وفي بعض الأحيان، لا تكون مجدية، لأن القيم تختلف باختلاف الثقافات، خاصة عند حضور البعد الإنساني.
وسائل التواصل الاجتماعي:
تساعد على التفاعل، فالمصطلح الاجتماعي، يقوم على علاقات اجتماعية تستخدم الروابط وتطوير رسائل سريعة، أما الاقتباس يجب أن يرافق الصورة لسرد قصة ووضع التعليق أسفل الصورة. أما وضع الليكات أو الجيمات على المنشور، فهي تبقى وجهة نظر، وقبل الرد على الصورة او المنشور، يجب التأكد من صحة الخبر أو خطئه، كما تطرح أسئلة من قبيل: متى؟ أين؟ كيف؟ لماذا؟ هذه الأسئلة ضرورية للحصول على الدعم وحشد العديد من الأشخاص. يفضل أن يكون التصوير بالهاتف بطريقة أفقية كما الفيديوقصيرا، ويبقى العدو الحقيقي للصحافي هو التشويش، لذلك يستحسن اختيار مكان الهدوء اثناء التسجيل.
قاعدة السبع:
ترتبط بالشخص، عليه أن يسمع على الأقل 7 مرات قبل أن يتخذ القرار والتدابير، كما أن القاعدة تقوم على التكرار عدة مرات.
الإجاز:
يعتبر هذا التمرين الذهني مهما، لوصول الرسالة وكيفية التواصل، يجب أن تكون الرسالة مختصرة، تقول كاتي: ما هي رسالتنا ما هو تصورنا وما هي قيمتنا ؟ نحن نرغب في البحث عن الحلول والبدائل، كما يجب الاحتفاظ بالهوية والأخلاق في علاقاتنا مع الآخر.
كيفية التصوير بالهاتف؟
للتصوير الجيد يلزم الاهتمام بالجوانب التالية: التصوير الأفقي – الإنارة- الابتعاد عن التشويش – تحديد الأفكار – تحديد اللغة – تحديد الفئة المستهدفة لإيصال المحتوى – التصوير لليوتيب أفقيا – التصوير للتكتوك عموديا – التصوير لوسائل التواصل الاجتماعي أفقيا.