الألباب المغربية: سعيد ٱيت حم
منذ ساعات خلت، لعلع الرصاص الحي من فوهات الAK47 عيار 7.62 وأردى شبابا أبرياءا من أبناء وطننا لسبب واحد هو ممارسة رياضة بحرية عادة ما لا يؤاخذ أحدا على سوء تقديره لمسلك أو حد أو مسار…
ومنذ أشهر خلت، قام أحد زوارق البحرية الملكية بقطر مركب جزائري تعطل محركه وأصبح تحت رحمة الأمواج والتيارات البحرية، وإدخاله وطاقمه إلى أحد الموانئ المغربية بشمال المملكة حيث قامت فرقة من الفنيين بإصلاحه وإعادته ليجري في البحر عائدا لقواعده بعد إكرام راكبيه بكرم ربانا عليه أسلافنا وإلتزمت به مكونات وطننا من أمازيغ وعرب وحسانيين ومسلمين ويهود ومسيحيين….
ماتا إبنينا لسبب واحد لا دخل لهما فيه، ولذنب واحد لم يرتكبه أي منهما…. ماتا بسبب غباء حكام بلد جار جغرافيا نائي وجدانيا وفكريا…. غباء موروث من أحد أغبى الحكام الذين عرفتهم البشرية منذ ظهور اول دولة في التاريخ “بوخروبة”…. ماتا لأن حكام الجزائر المتعاقبين على هذه الدولة منذ بومدين كان ولا يزال همهم هو تربية أبناء وطنهم على كره المملكة المغربية الشريفة وعلى الحقد والكراهية، بل أصبحت معادات المغرب تصاغ على شكل مناهج تربوية تدرس بمدارسهم ويتفنن فيها بعض خريجي جامعاتهم بمواضيع أطروحاتهم حتى أصبحت الوطنية ببلاد الجزائر تقاس بدرجة العداء المخصص للمغرب…..
خلال الحرب العالمية الثانية حاصر الجيش الثالث النازي، بداية حملة البارباروس، جيوش الجيش الأحمر وأسروا ما يفوق 150000 جندي سوفياتي.. ورغم صعوبة توفير المؤن واللوجستيك لهذه الجحافل البشرية، لم تتكلم رشاشات ال MG42 الألمانية لتصفية هذا أو ذاك، ولم يرم بالرصاص الحي أي أسير…. للأسف قمة الجبن هو أن يصرع مسلح أعزلا، وقمة الرعونة هي أن يصوب أحد فوهة سلاحه على صدر أعزل ولو ممازحا، وقمة الوقاحة هو أن يرمي المرء أعزلا لا حول ولا قوة له بسلاح حربي… فعلا بالمنطقة العازلة بصحرائنا تتصرف قواتنا المسلحة الملكية بمنطق الحرب مادامت هذه الرقعة من جغرافيتنا تعتبر منطقة نزاع، فبعد تطهير الكركارات من المرتزقة الحافية الجائعة المارقة، وبعد خرق وقف إطلاق النار من طرف آل إبن بطوش، سادت براغماتية المحارب وفلسفة المقاتل، صفر تسامح zéro tolérance وجندت قواتنا كل طاقاتها لفرض إحترام المنطقة العازلة وعدم تصنيفها في خانة الأراضي المحررة ولا المناطق المستقلة الخاضعة للجمهورية الوهمية كما كان يروج لذلك صراصير البوليساريو….
لم يسجل التاريخ قط أن قواتنا الباسلة إعتدت على أعزل بخطوط التماس مع الجار الشرقي، أي من شمال فم ازكيط الى السعيدية، بل حتى بمناطق الصراع لم تصرع قواتنا المدنيين العزل من مهربين وتجار الممنوعات ورحل الذين يدخلون لمناطق نفوذ هذه الأجهزة.
للأسف الشديد، يتبين لنا من خلال ما وقع بالقرب من السعيدية أن كلمة خاوة بالنسبة للجيران تعني كل شيء فيه الكره والحقد والخبث والكراهية ولا تمت بصلة للقرابة والمودة بشئ… وتبين لنا أن شعبا بأكمله يئن تحت وطأة غباء حكام توقف فكرهم عند محطة شهدائهم الذين تتمدد لائحتهم حسب كمية الخمر والنبيذ التي يحتسيها قادتهم، صايعين من الاستشهاد ريعا عوض المجد علما أن لا مجد لنفر عاشوا تحت ألوان المعمرين لأزيد من سبع قرون – الوندال والبيزنطيين والرومان والعثمانيون والفرنسيون ولقطاء الفرنسيين حاليا- وتوقف فكرهم عند محطة نضال كوبى وفنزويلا والبلاشفة والمناشفة والناصرية و…. المضحك والذي يسوق لوهم مؤامرة الغرب وإستبداد الرأسمال والظالمة والمظلومة والقوة الضاربة والعقلية المضروبة … حكام نشفق عليهم من غبائهم القاتل أكثر من شفقتنا على الدون كيشوط الذي كان يحارب الطواحين… بل عند المقارنة كان للدون كيشوط شرف محاربة الطواحين وللتبونيين خزي وعار وذل محاربة الجيت سكي.