الألباب المغربية – محمد الدريهم
احتضن موقع تيومليلين في قلب المنتزه الوطني إفران بجبال الأطلس المتوسط، في الأيام القليلة الماضية، وبالضبط يوم السبت 21 سبتمبر 2024، افتتاح المرحلة الأولى من أعمال ترميم دير تيومليلين القديم، والذي من المقرر أن يفتح أبوابه لعامة الناس قريبًا.
هذا اليوم، نظّمته مؤسسة ذاكرة المستقبل بالشراكة مع الرابطة المحمدية للعلماء، وبدعم من مؤسسة المستقبل 21 البلجيكية، احتفالاً باليوم العالمي للسلام.
وقد كان هذا اليوم الافتتاحي، فرصة لرئيسة مؤسسة ذاكرة للمستقبل لشرح مختلف الأشغال الاستعجالية التي قامت بها مؤسستها وشركاؤها لإنقاذ الكنيسة القديمة التي كانت مهددة بالانهيار، علما أن هذه الكنيسة الصغيرة هي مبنى الصلاة المسيحي الوحيد في المغرب الذي يحمل في سقفه نجمة خماسية شريفة تدل على أن الرهبان كانوا يعترفون بأمير المؤمنين ويقيمون صلواتهم تحت حمايته.
وبحسب لمياء الراضي، فإن عملية ترميم دير تيومليلين السابق، بدأت بتنظيف الموقع وترتيبه وترميمه بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية من أجل جعله في متناول عامة الناس، ثم تبع ذلك نشر ستة كتب عن الموقع، مع ترجمات بجميع اللغات، لجعل هذه الذكرى في متناول الجميع, وبالتعاون مع الرابطة المحمدية للرباط، ركز المشروع على إعادة إطلاق مؤتمرات دولية و ترميم الكنيسة التي كانت مهددة بالانهيار.
وأضافت أن ما تبقى من المشروع هو مركز استقبال للشباب وغيرهم سيفتح أبوابه أمامهم لتمرير هذا التراث وتدريبهم وتوعيتهم بالتراث والتعددية الدينية، مع تطوير مشاريع مدرة للدخل لسكان المنطقة على المدى القصير، لأن هذا التراث هو تراثهم الخاص، مما سيجعل الموقع مكانًا منتجًا لأبناء المنطقة وليس مجرد مكان فكري.
من جانبه، أكد أحمد السرغيني، الممثل الجهوي لمؤسسة ذاكرة المستقبل بأزرو، أن هذا اليوم الذي يتزامن مع اليوم العالمي للسلام، يتميز بتدشين المرحلة الأولى من إعادة تأهيل موقع تيومليلين الذي تم إنجازه بالتعاون مع عدة شركاء من بينهم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والمجلس البلدي لمكناس مالك الموقع ومؤسسة المستقبل 21 وعمالة إقليم إفران، وغيرهم من الشركاء الوطنيين والأجانب الذين ساهموا في ترميم الكنيسة. وأضاف: ”نخطط للعمل على أساس كل مبنى على حدة“، حيث لا يزال هناك الكثير مما يجب القيام به، خاصةً فيما يتعلق بتجديد القاعة الكبرى التي استضافت مؤتمرات دولية في الماضي.
بالنسبة للسيرغيني، فإن العمل الذي تم القيام به في إطار هذه المرحلة الأولى يشمل ترميم الكنيسة بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والرابطة المحمدية، والمتحف الذي سيحفظ ذاكرة الموقع والذي تم ترميمه بفضل تبرع من السيدة ليلى الراضي، والمكتبة بفضل العديد من المساهمين.
من جانبه، أكد المونسنيور الكاردينال كريستوبال لوبيز روميرو رئيس أساقفة الرباط أنه حضر اليوم في تيومليلين في افتتاح استرداد كنيسة دير البينديكتين السابق في تيومليلين التي تتمتع بسحر خاص لأن هذا المكان له كرسالة جماعة(congregation) وشركة (communion)خاصة به، لاسيما وأن هذا الموقع قد استطاع في الماضي والآن أيضًا أن يجمع شخصيات عديدة ويوحدها على الرغم من تنوعها، وبالتالي خلق هذ التواصل.
بالنسبة لكريستوبال الكاردينال لوبيز رومرو” المهم ليس استعادة مكان مادي وجغرافي، بل استعادة الروح التي طبعت تاريخ المغرب والعالم لمدة 16 سنة (من 1952 إلى 1968)، وهذا ما نريده: الانفتاح على المركز وقبول الآخر، وقبل كل شيء حوار بين الأديان يقودنا جميعًا نحو السلام في العالم أجمع. من المهم للمغرب وللعالم بأسره أن يكون شاهدًا على ما اختبرناه هنا وما نريد أن نستمر في اختباره إلى الأبد.
من جهتها، قالت مارتين جونيه دي باسومبيير، رئيسة مؤسسة مستقبل 21، إن كنيسة تيومليلين هي خروج من مكان رمزي كان مكانًا للقاء، وكلمة ”لقاء“ هذه هي التي أجدها في غاية الأهمية، كما أكدت مارتين جونيه دي باسومبيير التي أضافت: ”كلما عرفنا بعضنا البعض بشكل أفضل، كلما احترمنا بعضنا البعض أكثر، ولنذهب أبعد من ذلك، كلما أحببنا بعضنا البعض أكثر، وعالم اليوم يحتاج حقًا إلى شهادات بهذا المعنى”.
وبالنسبة لجونيت باسومبيير، كانت مساهمة مؤسسة المستقبل 21 في تمويل إعادة بناء الكنيسة الصغيرة، التي رأت أنها كانت بداية جيدة، وهي نصب تذكاري شهد الكثير من اللقاءات التي تشجع. هذا و تجدر الإشارة الى أن مؤسسة ذاكرة المستقبل وشركاءها تمكنوا من القيام بأعمال إنقاذ عاجلة للكنيسة القديمة التي كانت مهددة بالانهيار، علماً بأن هذه الكنيسة الصغيرة هي مبنى الصلاة المسيحي الوحيد في المغرب الذي يحمل نجمة شريفة مثبتة على سقفه، مما يدل على أن الرهبان كانوا يعترفون بأمير المؤمنين أمير المؤمنين ويقيمون صلواتهم تحت حمايته.
كانت النجمة، المصنوعة من الجص والمطعمة في سقف من الفلين المستعار، معرضة لخطر التحطم، وقد مكّن العمل الطارئ من إنقاذها وحمايتها في علبة عرض مثبتة في المكتبة السابقة يجري حالياً إعادة تركيبها بفضل دعم جامعة الأخوين وجمعية جبيل ورعاة خاصين. وقد صُنعت نسخة مطابقة للنجمة من قالب من النجمة الأصلية وأعيد تركيبها على سقف الكنيسة القديمة
ومنذ عام 2021، تعمل مؤسسة ذكريات من أجل المستقبل على الترويج للموقع وتاريخه الاستثنائي بفضل الدعم المقدم من برنامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية – داكيرا.
وقد مكّن ذلك على وجه الخصوص من تنظيف الموقع، وإعداد ”مسار تذكاري“ لشرح الموقع للزوار، وترميم مقبرة الرهبان السابقة، بمشاركة جمعية أولياء أمور ثانوية طارق بن زياد في أزرو، حيث كان رهبان تومليلين يدرسون الرياضيات والفلسفة في الستينيات، ليشهدوا من خلال هذه اللفتة على التقاليد المغربية العريقة في حسن ضيافة الآخر
وقد مكّن هذا المشروع أيضًا من جمع الذاكرة المحلية لسكان المنطقة، وترجمة ونشر أعمال اللقاءات الدولية، وتنظيم العديد من أنشطة الحوار والنقاش
وشكلت الاحتفالات التي أقيمت بمناسبة انتهاء المرحلة الأولى من أعمال ترميم وتطوير دير تيومليلين السابق فرصة للتذكير بالتاريخ الاستثنائي لهذا الموقع الذي احتضن مناظرات رائدة بين الأديان من 1956 إلى 1967، واللقاءات الدولية التي عقدت عامي 1956 و1957 تحت الرعاية السامية لجلالة المغفور له الملك محمد الخامس، ودورة 1957 تحت الرئاسة الفعلية لجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، ولي العهد آنذاك. كما كان هذا اليوم فرصة للتذكير بحضور ودعم ومشاركة العديد من الدول في هذه الاجتماعات الدولية (بما في ذلك بوركينا فاسو والكاميرون وكوت ديفوار وفرنسا وألمانيا والهند واليابان ولبنان وهولندا والولايات المتحدة الأمريكية)
يتمثل مشروع “إعادة اختراع تومليلين” الذي تديره مؤسسة ذكريات من أجل المستقبل بالشراكة مع مركز التعارف للأديان المرتبط بالرابطة المحمدية للعلماء في الحفاظ على هذا الموقع التاريخي الاستثنائي وذاكرته حتى يتسنى تقاسمه مع الشباب المغربي، وكذلك إعادة إطلاق لقاءات للنقاش والحوار بين الأديان لفائدة أكبر عدد ممكن من الناس.
ومنذ عام 2021، تعمل مؤسسة ذكريات من أجل المستقبل على الترويج للموقع وتاريخه الاستثنائي بفضل الدعم المقدم من برنامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية – داكيرا. وقد مكّن ذلك على وجه الخصوص من تنظيف الموقع، وإعداد “مسار تذكاري” لشرح الموقع للزوار، وترميم مقبرة الرهبان السابقة، بمشاركة جمعية أولياء أمور ثانوية طارق بن زياد في أزرو، حيث كان رهبان تيومليلين يدرسون الرياضيات والفلسفة في الستينيات، ليشهدوا من خلال هذه اللفتة على التقاليد المغربية العريقة في حسن ضيافة الآخر
وقد مكّن هذا المشروع أيضًا، من جمع الذاكرة المحلية لسكان المنطقة، وترجمة ونشر أعمال اللقاءات الدولية، وتنظيم العديد من أنشطة الحوار والنقاش.
وشكلت الاحتفالات التي أقيمت بمناسبة انتهاء المرحلة الأولى من أعمال ترميم وتطوير دير تيومليلين السابق فرصة للتذكير بالتاريخ الاستثنائي لهذا الموقع الذي احتضن مناظرات رائدة بين الأديان من 1956 إلى 1967، واللقاءات الدولية التي عقدت عامي 1956 و1957 تحت الرعاية السامية لجلالة المغفور له الملك محمد الخامس، ودورة 1957 تحت الرئاسة الفعلية لجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، ولي العهد آنذاك. كما كان هذا اليوم فرصة للتذكير بحضور ودعم ومشاركة العديد من الدول في هذه الاجتماعات الدولية (بما في ذلك بوركينا فاسو والكاميرون وكوت ديفوار وفرنسا وألمانيا والهند واليابان ولبنان وهولندا والولايات المتحدة الأمريكية).
ويتمثل مشروع “إعادة اختراع تيومليلين”، الذي تديره مؤسسة ذكريات من أجل المستقبل بالشراكة مع مركز تاروف للأديان المرتبط بالرابطة المحمدية للعلماء في الحفاظ على هذا الموقع التاريخي الاستثنائي وذاكرته حتى يتسنى تقاسمه مع الشباب المغربي، وكذلك إعادة إطلاق لقاءات للنقاش والحوار بين الأديان لفائدة أكبر عدد ممكن من الناس.
كما سيشمل هذا المشروع في المستقبل القريب إقامة مشاريع تنموية مستدامة لفائدة السكان المحليين والمنطقة، وذلك بفضل الشراكات مع المجلس البلدي لمدينة مكناس، وجهة فاس-مكناس، والوكالة الوطنية للمياه والغابات. سيفتح موقع دير تيومليلين السابق أبوابه يومياً من الساعة 9 صباحاً حتى 7 مساءً، والدخول مجاناً. ستكون المناطق المغلقة مفتوحة للجمهور في عطلات نهاية الأسبوع.
أخيراً، لا بد من التذكير بأن الخطاب الملكي بتاريخ 23 يناير 2016 الموجه إلى المشاركين في مؤتمر مراكش حول “حقوق الأقليات الدينية في أرض الإسلام” أكد على أن “المغرب كان سباقاً في الحوار بين الأديان. في الواقع، بعد الاستقلال في عام 1956، كان يعقد كل صيف في دير تيومليلين – الواقع على جبل في منطقة فاس والذي كان يشغله الرهبان البينديكتين سابقا – ملتقى للمثقفين والمفكرين، لا سيما المسلمين والمسيحيين، حيث شاركت فيه شخصيات بارزة مثل المفكر المسيحي الشهير لويس ماسينيون” مقتطف من الخطاب الملكي.