الألباب المغربية/ نور الدين أيت محند
تفاعل المكتب الجهوي للنقابة المغربية للمهن الفنية بجهة سوس ماسة مع احتجاجات وسخط عارمين بسبب الإقصاء والتهميش الذي يتعرضون له معظم الفنانين السوسيين، في تطور يعكس تصاعد الإستياء بينهم، حيث سارعت النقابة بتقديم شكاية رسمية إلى والي ولاية أكادير إداوتنان، تلبية لسلسلة من التحركات والتصريحات التي أطلقتها هذه الأخيرة احتجاجًا على ما وصفته بالإقصاء والتهميش الممنهج الذي يعاني منه الفنانون السوسيون في المهرجانات الثقافية والفنية المنظمة على تراب الجهة. وأورد في الشكاية عن معاناة الفنانين المحليين من غياب الإنصاف في اختيار المشاركين في الفعاليات الجهوية.
كما ذكر المكتب الجهوي أن هذه الممارسات تتعارض مع التوجهات الوطنية التي تدعو إلى تعزيز الثقافة المحلية ودعم التنوع الفني، وأن الإقصاء المتواصل للفنانين السوسيين لا يمكن اعتباره سوى انتهاك لحقوقهم الثقافية والمهنية.
كما أشارت الشكاية إلى أن العديد من الفنانين السوسيين يجدون أنفسهم محرومين من فرص المشاركة في المهرجانات التي تقام على أرضهم، رغم كونهم يتمتعون بقدرات إبداعية متميزة وتجربة طويلة في الميدان الفني. وأوضحت النقابة في هذا الباب إلى أن هذه الظاهرة لا تقتصر على فنان واحد أو اثنين، بل أصبحت قاعدة تشمل العديد من الفعاليات الفنية ذات الصيت المحلي والوطني، مما يثير التساؤلات حول معايير الاختيار ومدى شفافيتها.
كما نبه المكتب الجهوي في شكايته أن الإقصاء المتعمد للفنانين المحليين يهدد النسيج الثقافي بالجهة ويؤثر سلبًا على تطوره. كما أعرب عن قلقه إزاء هذه الممارسات والتي قد تؤدي إلى تفاقم مشاعر الاستياء بين الفنانين وبالتالي يدفعهم إلى اتخاذ خطوات تصعيدية في حال استمرار تجاهل مطالبهم .
لكل هذه الأسباب، طالب المكتب الجهوي من السيد والي أكادير إداوتنان التدخل العاجل لوقف هذه الممارسات اللاموضوعية، لضمان مشاركة عادلة للفنانين السوسيين في المهرجانات والفعاليات التي تُنظم على مستوى الجهة.
وفي هذا الصدد ارتأت النقابة إلى أن التفاعل الإيجابي مع هذه الشكاية سيشكل خطوة مهمة نحو تصحيح المسار وضمان عدالة ثقافية حقيقية، تعكس التنوع الفني للجهة وتُبرز مواهبها المحلية.
كما دعا المكتب الجهوي جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك المسؤولين الثقافيين ومنظمي المهرجانات، إلى مراجعة سياساتهم بشكل يضمن تمثيلاً عادلاً وشاملاً لكل الفنانين بالجهة، دون تمييز أو إقصاء، والعمل على وضع خطط واستراتيجيات تمكن من تحقيق العدالة الثقافية والاعتراف بمساهمة الفنانين السوسيين في المشهد الفني الوطني.
وراهنت النقابة المغربية للمهن الفنية بجهة سوس ماسة في ختام الشكاية على أنها ستواصل دفاعها عن حقوق الفنانين المحليين، وستظل صوتًا قويًا يعبر عن تطلعاتهم وطموحاتهم، داعية في الوقت ذاته إلى مزيد من التعاون والتضامن بين الفنانين وكل الفاعلين الثقافيين لتحقيق نهضة فنية شاملة في الجهة.