الألباب المغربية
(*) مصطفى طه
حيدي إيدار شخصية سياسية مثقفة لامعة وفاعلة وهادئة، صفات اجتمعت فيه وتفرقت في غيره، جمع في تكوينه المعرفي بين دراسة الاقتصاد والقانون، ولج عالم السياسة وهو مؤمن بأن السياسة هي تحقيق المصلحة العامة، والالتزام بالمبادئ الأخلاقية يحقق مصالح الناس أيضا.
وفي سياق متصل، حيدي، ابن ورزازات، هو نموذج للشخصية الجمعوية الناجحة التي تجمع بين الطابع الإنساني والمشاركة السياسية الفاعلة، بحيث يعد من الأسماء البارزة في المدينة، ترأس العديد من الجمعيات المدنية.
وفي هذا الصدد، حيدي إيدير ليس مجرد فاعل جمعوي، بل هو أيضا شخصية ثقافية وقيادية بامتياز، يتمتع بقدرة كبيرة على التواصل مع مختلف شرائح المجتمع المحلي، بفضل تواضعه وحسن معاملته مع الجميع، وعلى الرغم من موقعه كسياسي، إلا أن جرأته في اتخاذ القرارات الحاسمة قد أثبتت قدرته على تجاوز الصعوبات السياسية والاجتماعية التي قد تواجهه.
الميلاد والنشأة:
ولد حيدي إيدار يوم 28 فبراير 1978 بمدينة ورزازات، جنوب شرق المغرب، ينحدر من أبوين أمازيغيين، نشأ في أسرة متوسطة.
الدراسة والتكوين:
حاصل على شهادة البكالوريا في العلوم التجريبية بمدينة ورزازات، وعلى شهادة الدراسات الجامعية العامة في شعبة الاقتصاد بجامعة القاضي عياض بمراكش، والإجازة المهنية في الإدارة وإدارة الأعمال /AUPS، فضلا عن ماجستير تخصص الإدارة وإدارة الأعمال / AUPS، والإجازة في القانون العام بجامعة ابن زهر أكادير، وماجستير في القانون العام ADHD بنفس الجامعة، هو الآن باحث سنة أولى دكتوراه في القانون العام بالجامعة ذاتها.
الوظائف والمسؤوليات:
في موسم 2000 -2021 التحق بسلك التعليم وتم تعيينه أستاذا، وفي سنة 2023 عين مديرا لمدرسة ابتدائية بالجماعة الترابية “تلوات” إقليم ورزازات.
تجربة التبادل والتعاون:
حيدي قام بعملية التنسيق لعدة مشاريع التبادل والتعاون المدرسي والتضامن، بحيث تهدف هذه المشاريع إلى مساعدة الشباب على الانفتاح على الآخرين من خلال الوعي والتواصل مع الآخرين بين الشباب الفرنسيين والمغاربة، فضلا عن تشجيع الشباب والمشرفين على المشاركة فيها من خلال العلاقات التي تعزز التنوع والتعددية الثقافية.
كما أن التفاعل بين الشباب والعمل معا، يسهل عملية تعلم اللغة الفرنسية ويصبح تفاعليا، ويسلط هذا التبادل الضوء على أهمية العلاقات المدرسية والتضامنية كعنصر أساسي، لتطوير الوعي بين الثقافات وتعلم اللغة الفرنسية والدفاع عن الفرانكفونية.
كما نسقت شخصية هذه الحلقة، اتفاقية توأمة التي جمعت بين مدينة ورزازات ومدينة موبيج، الأخيرة بلدية فرنسية تقع في إقليم نورد التابعة لمنطقة أوت دو فرانس في شمال فرنسا، هذه الاتفاقية ترجع بالأساس للقرب الجغرافي والرغبة في نقل التجارب والكفاءات بين المدينتين، وكذا نقل الخبرات والتجارب المحلية وتقاسمها، بما ينتج واقعا جديدا ويرتقي بالخدمات الضرورية المقدمة للمواطن.
التجربة السياسية:
خلال الولاية الممتدة بين 2015و2021 تحمل حيدي إيدار مسؤولية كاتب المجلس الجماعي لورزازات عن حزب الحركة الشعبية، مكلف بالتنمية وتقارير مجلس الإدارة في الاجتماعات والأنشطة.
كما انتخب نائبا ثانيا لرئيس المجلس المذكور عن حزب التجمع الوطني للأحرار، ما بين 2021و2024، المسؤول عن الاتصالات والاجتماعات التشاركية والعلاقات مع المجتمع المدني، وإدارة الفضاءات والمراكز العامة، والحوكمة الإدارية وإدارة الشؤون الثقافية، الفنية والرياضية.
وفي سنة 2023 أسندت له رئاسة لجنة الترشيح لمدينة ورزازات في برنامج “المدن المبدعة” التابعة لليونسكو.
وفي يوم الثلاثاء 31 دجنبر 2024، شهدت مدينة ورزازات انتخاب رئيس جديد للمجلس الجماعي، وإلى جانب هذه الانتخابات تم تشكيل المكتب المسير الجديد للجماعة الترابية، بحيث أسند منصب النائب الأول لإيدار حيدي.
العمل الجمعوي:
يمكن تعريف العمل الجمعوي بأنه نشاط يقوم به مجموعة من الأفراد من داخل منظومة المجتمع المحلي، بهدف تحسين ظروفهم المعيشية والاجتماعية والثقافية، بحيث يدخل هذا العمل في تقديم جملة من الأنشطة، مثل التطوير الاجتماعي، والتعليم، والصحة، والرياضة، والثقافة، والفنون، والبيئة، والعدالة الاجتماعية وغيرها، علاقة بالموضوع ترأس حيدي في الفترة الممتدة بين 2008 و2017 جمعية “التربية والتضامن تازادوت AES”.
وفي عام 2014 إلى غاية 2017 الرئيس المؤسس لفضاء “تاماستي الجمعوي (تجمع) EATO”.
وخلال المدة بين 2019 و2021 تحمل مسؤولية رئاسة جمعية “إسفوطاليل للمساعدات التنموية”.
كما أسندت له مهمة أمين صندوق التحالف الفرنسي “ورزازات AFO”، وكان ذلك في الفترة بين 2022 و2025.
المداخلات والمشاركة في المنتديات:
أشرف حيدي إيدار على ورشة القيادة، وكان ذلك يومي 19 و20 غشت 2022، كما كانت له مداخلة يوم 14 دجنبر 2023 حول تسمية اليونسكو “مدينة ورزازات، مجال الإبداع السينمائي”.
وفي الفترة الممتدة بين 27 إلى 29 فبراير 2024 قام بعملية تنشيط ورشة عمل حول مشاركة الشباب في الحياة العامة، علاوة عن تنسيق وتنظيم ووساطة مؤتمر وطني حول موضوع “الإدارة العامة الإقليمية، القدرات والقيود”، وكان ذلك بين 11 و12 ماي 2024.
حري بالذكر، أن لا أحد ينكر أن انتخاب حيدي إيدار، نائبا أولا لرئيس المجلس الجماعي لورزازات، لم يأتي صدفة، وإنما نتيجة لسنوات من العطاء وخدمة المواطنين وتدبير الشأن المحلي، والترافع عن قضايا الساكنة المحلية، شخصيته الهادئة والمسالمة، وتمكنه من ملكة اللغة وأدبيات الحوار، عوامل أسهمت في تعبيد المسار أمامه، وتحقيق نجاحه السياسي، وتألقه في المشاركة في التدبير والتسيير المحلي كمنتخب.
(*) سكرتير التحرير