الألباب المغربية/ يونس المنصوري
نحن الآن في عصر الانحطاط الفكري والاجتماعي، حيث أصبحت “إنجازات” الناس لا تتجاوز التقاط صورة في مطعم أو بجانب فنان تافه! نعم، بدل أن يكرّس الإنسان وقته لتطوير نفسه، أو تحقيق أهداف حقيقية، أصبحنا نعيش في عالم تعتبر فيه صورة مع شريحة “بيتزا” أو فنجان قهوة بمثابة قمة المجد الشخصي.
ماذا حدث للعقل البشري؟ كيف وصلنا إلى مرحلة أصبح فيها التصوير مع المشاهير هدفًا للحياة ؟ أين ذهب الحلم بالكفاح والإنجاز؟ بدلاً من أن نصنع شيئًا ذا قيمة، نلهث وراء لقطات سطحية لا تضيف شيئًا. وكأن كل شيء أصبح منافسة فارغة على “من لديه عدد أكبر من المتابعين”، في زمن صارت فيه حياتنا عبارة عن معرض للأكل والمشروبات.
حتى الشخصيات العامة، بدل أن تكون مصدر إلهام، تحولت إلى سلعة لترويج التفاهة. ترى الناس يتزاحمون لالتقاط صورة مع أحدهم، ثم ينشرونها وكأنها جائزة نوبل! يا للعجب! هل أصبح الجلوس بجانب مغني أو التقاط صورة مع لاعب كرة قدم يرفع من شأنك؟ هل هذا هو النجاح الآن؟ أن تجمع صورًا مع أشخاص لا يعرفون حتى اسمك ولا يهتمون لوجودك؟!
الأسوأ أن كل هذه التفاهات تغذيها منصات التواصل الاجتماعي، التي صنعت جيلًا يلهث وراء القبول السطحي والإعجاب الزائف. اليوم، أصبح من الممكن أن تكون نجمًا لمجرد أنك التقطت صورة مع صحن طعام فاخر، بينما النضال الحقيقي، والعمل الجاد، والكفاح من أجل النجاح الحقيقي، يتم دفنه تحت غبار هذه التفاهة المفرطة.
إذا كان هذا هو “الإنجاز” الذي نفتخر به، فلا عجب أننا نعيش في زمن يسير نحو الهاوية.